أصدرت النقابات الصحية، التي كانت قد دعت إلى الإضراب الإنذاري الخميس ما قبل الماضي، وهو اليوم الذي كان قد تزامن مع انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، بلاغا شديد اللهجة حول الظروف التي مر فيها الإضراب. ونددت كل من الجامعة الوطنية لقطاع الصحة التابعة للاتحاد الوطني للشغل، والنقابة الوطنية للصحة العمومية المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية، إضافة إلى النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بإقدام الوزارة على تخصيص يوم الإضراب كيوم لانطلاق التلقيح ضد أنفلونزاA/H 1N 1 وهو ما اعتبر «استفزازا ومحاولة لضرب الحق الدستوري في الإضراب». كما سجلت النقابات مجموعة من الممارسات التي قام بها عدد من المسؤولين من أجل ثني الموظفين عن الإضراب كالاستعانة بالسلطات المحلية والشرطة والقوات المساعدة للضغط على المسؤولين النقابيين، كما حدث في العيون وتزنيت وبن أحمد ووجدة، حسب البلاغ المذكور، إضافة إلى ما أسماه ذات المصدر ب«التغليط عبر ترويج خبر تأجيل الإضراب سواء من طرف الإدارة أو من طرف بعض المحسوبين على العمل النقابي» في إشارة إلى بعض المسؤولين بإحدى المركزيات النقابية الكبرى، والذين قاموا بتعبئة مضادة لإضراب زملائهم في المهنة. وقد شهدت المستشفيات والمراكز الصحية بالمملكة شللا تاما، حيث تراوحت نسبة نجاح الإضراب بين 80 و95 في المائة حسب المناطق وهو ما اعتبره النقابيون شاهدا على مدى الاحتقان واليأس الذي وصلت إليه الأمور لدى رجال ونساء الصحة. ودعا البيان الوزارة إلى فتح حوار جاد ومسؤول حول المطالب المستعجلة لمهنيي قطاع الصحة. وفي سياق متصل، تعقد النقابات الصحية اجتماعات متعددة لهيئاتها التقريرية. وفي هذا الإطار من المنتظر أن تعقد الجامعة الوطنية لقطاع الصحة التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب مجلسها الوطني يوم 19/12/2009 بالمعهد الوطني للشغل بالرباط. و حسب مصدر مسؤول، فإن موضوع الإضراب إضافة إلى مواضيع أخرى مرتبطة بالتنسيق مع باقي الفاعلين والانفتاح المرتقب على عدد من مكونات الحقل النقابي بقطاع الصحة وموضوع هيئة الأطباء ومواضيع أخرى ستشكل محاور نقاشات نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب.