تناقل رواد ونشطاء موقع التواصل الاجتماعي »الفيس بوك«، طيلة يوم أمس، صورة طفل في الرابعة من عمره لفظ أنفاسه الأخيرة بعد تعرضه، منذ أسبوعين تقريبا، لعضة كلب مسعور بدوار »تاغراراط« التابع لجماعة »تارسواط«، نواحي تافراوت بإقليم تزنيت. وأثارت صورة الطفل أشيبان عمران وآثار عضة الكلب بادية على وجهه، حالة من الغضب والحزن الشديدين لدى رواد الموقع المذكور، حيث علق أحدهم بالقول »أليس هذا هو التخلف بعينه، والاستهتار في أعلى قممه، أن يموت طفل لا يتجاوز عمره أربع سنوات بعضة كلب بعدما ظل يجوب العديد من المستشفيات بحثا عن المصل المضاد، لكن بدون جدوى«، بينما علق آخر متسائلا »أين المسئولين من هذا الإهمال، كيف لرئيس الحكومة أن يظل منتشيا بفوز حزبه في الانتخابات الأخيرة، وروح بريئة غادرت الحياة بسبب عدم تحمل الدولة مسؤوليتها اتجاه من يقعون ضحية عضات الكلاب المسعورة«. وتحولت صورة عمران من مجرد صورة عابرة إلى قضية زعزعت مشاعر الآلاف من النشطاء الفيسبوكيين، كما سلطت الضوء على المعاناة المريرة للعديد من المواطنين بالمناطق النائية مع عضات الكلاب ولسعات العقارب، وافتقاد المستوصفات بها للعديد من الأدوية ووسائل العلاج الضرورية، وقال أحدهم في تغريدة له »أما آن الأوان ليستفيق ضمير المسؤولين في هذا البلد، ويوقفوا استهتارهم بأرواح المواطنين وسلامتهم«. وثار العديد من رواد الموقع بسبب استمرار ما وصفوها بلامبالاة المشرفين على قطاع الصحة بهذا الوضع الكارثي، وعدم تحركهم لتزويد مختلف المستوصفات الطبية مهما كان موقعها بالمصل المطلوب، وقال ناشط ينحدر من القنيطرة »وفاة عمران ما هي إلا حلقة جديدة من مسلسل مأساوي لازال يحصد عددا من الأرواح البريئة التي قادها حظها العاثر وانتماؤها لخارطة المغرب غير النافع لتجد نفسها وجها لوجه أمام كلب مسعور أو عقرب أو أفعى سامة«. الضحية عمران، الذي حل بمعية والديه بدوار تاغراراط، حيث مسقط رأسهما لاسترجاع الذكريات الجميلة، لم يكتب له استكمال فرحة اللقاء بأطفال يحبهم كثيرا، بعدما هاجمه كلب مسعور أثناء لعبه معهم، وهو ما أسفر عن إصابته بجروح جد خطيرة في عينه اليسرى، ونظرا لعدم توفر جميع المستوصفات التي انتقلت إليه أسرة الضحية لمعالجة فلذة كبدها على المصل المضاد، فإن الطفل، غادر إلى دار البقاء، ليترك وفاته وصمة عار على جبين المسؤلين.