ببرودة دم، قام المتهم «إبراهيم .ج»، البالغ من العمر 34 سنة، مساء أول أمس الاثنين بتمثيل جريمة القتل البشعة، التي ذهب ضحيتها زوجته «ثورية.ب»، التي أكملت عقدها الرابع بسنة واحدة، وابنته الرضيعة آية التي لم تتجاوز الأربعة أشهر. بدا إبراهيم بائع الخضر والفواكه بسوق «شنقيط» شمال أسفي، واثقا من نفسه غير مرتبك، وهو يمثل جريمة القتل البشعة أمام أنظار وكيل الملك، والسلطات الأمنية، بمنزله بزنقة ميموزا الواقعة بحي نجاح الأمير شارع احرارة بأسفي. وقال للمحققين «دخلت البيت ليلا وأشعلت سيجارة، ثم جلست إلى جانب زوجتي التي كانت ممددة مع ابنتي فوق سرير من الإسفنج»، مضيفا «جلست أشاهد التلفاز، وعندما أذن مؤذن صلاة الفجر من ليلة السبت، أخذت السكين وضربت الزوجة على عنقها، ثم رفعتها بقوة إلى الجهة الأخرى وجلست على رأسها وشرعت في طعنها بسكين ثانية، بعد أن انكسرت الأولى». وأمام إصرار أسئلة رجال الأمن، لتوثيق جميع صور الجريمة، قال إبراهيم دون أن يظهر أي خجل، أو ارتباك على محياه «سقطت أية على الأرض من فوق السرير بعدما تلقت ركلات من رجل أمها، حين كنت أشرع في الإجهاز عليها، التفت إليها وهي تبكي، رق لها قلبي». وببشاعة أخذ الجاني، حبلا من البلاستيك أمام دهشة الحاضرين الذي يترقبون ما عساه أن يفعل به. لفه بسرعة وقوة وإصرار على عنق دمية في حجم الطفلة، وضعت بين يديه على وجه التمثيل. لاحظ الأب الجاني أن ابنته الرضيعة لم تفارق الحياة فأتى بلوح من الخشب ووضعه على عنق الطفلة دون شفقة ولا رحمة، وضغط عليه بكل ما يملك من قوة بدنية. حتى إذا تأكد أنها فارقت الحياة، نهض إبراهيم، وذهب ليغسل يديه من جريمتي القتل. وفي صحوة متأخرة لضميره المريض، التفت إلى ابنته، ظن أنها لا زالت بين الموت والحياة، وأن جسمها ما زال ينبض ببعض الحركة، وبخفة أتى بها إلى حيث كان يغسل يديه من آثار الجريمة، ورشها بالماء يريد أني يعيد لها وعيها. لكن دون جدوى، لأنها كانت قد فارقت الحياة، ولم تنجو من دق عنقها الرخو بكلتا يديه الخشنتين، باللوح الخشبي أداة الجريمة، وبذلك نفذ جريمته الثانية على صغيرته البريئة ليحميها من الضياع -حسب زعمه- بعد أن يذهب إلى السجن بسبب قتل أمها، حسب تصريحه للمصالح الأمنية. ترك الجاني زوجته ممددة في بركة من الدماء، وإلى جانبها ابنته، وخرج فجرا كعادته إلى سوق الجملة، حيث كان يشتري الفواكه والخضر، التي يعيل ببيعها أسرته الصغيرة، قبل أن يقتلها. تجول حتى التاسعة صباحا، ثم ذهب إلى شارع الرباط وسط المدينة ليشتري ملابس جديدة. بعدها اقتنى قنينتين من الخمر واحتساهما بكورنيش المدينة. وبعد الزوال، حوالي الرابعة مساء من نفس يوم الجريمة، ذهب بمحض إرادته إلى الدائرة الأمنية الثانية، حيث بلغ على نفسه بارتكابه الجريمة البشعة، التي اقترفتها يداه بسبب الشك في خيانة زوجته له حسب مصادر أمنية.