وسط زغاريد وتصفيقات العشرات من الأوسط زغاريد وتصفيقات العشرات من الأعضاء المنتمين إلى أحزاب تحالف بنكيران، انهارت إمبراطورية حزب الاستقلال في الغرف المهنية بجهة فاسمكناس، بشكل فاجأ جل المتتبعين الذين كانوا يتوقعون أن يمنى حزب شباط بهزيمة، لكن دون أن يصل الأمر إلى درجة عدم تقديم مرشح منافس، كما هو الشأن بالنسبة لغرفة الصناعة التقليدية وغرفة التجارة والصناعة والخدمات، اللتين ظلتا من أبرز قلاع حزب الاستقلال. وأحدثت هذه الخسارة المدوية هزة في صفوف حزب الاستقلال. وحصل مرشح الأغلبية الحكومية في غرفة الصناعة التقليدية، عبد المالك البوطيين، عن الحركة الشعبية، على أغلبية ساحقة للأصوات المعبر عنها في اقتراع أجري صباح أول أمس الاثنين بمقر ولاية جهة فاس، حيث حصل على 68 صوتا من أصل 72 صوتا. الرئيس السابق لغرفة الصناعة التقليدية بمكناس دخل السباق للظفر بمنصب رئيس غرفة الفلاحة بالجهة، في نسختها الجديدة، دون منافسة، وسط مفاجأة الجميع، حيث لم يحضر الرئيس الاستقلالي السابق للصناعة التقليدية لفاس، الاستقلالي ناجي الفخاري، وهو من أكبر الأعيان في القطاع، بعدما تبين لقادة حزب الاستقلال بأنهم فقدوا هذه القلعة، بسبب تنسيق محكم تم بين مختلف مكونات حكومة بنكيران. وظهرت علامات التنسيق واضحة بين كل من حزب الحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار وحزب العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية أثناء التصويت بشبه الإجماع على المرشح الحركي، وبعده على نوابه في المكتب المسير للغرفة. وكان من اللافت أن بعض الأعضاء الاستقلاليين صوتوا بدورهم لصالح المرشح الحركي الذي يتحدر من مكناس، إلى جانب أعضاء ترشحوا باسم أحزاب «صغيرة» كان الجميع يعتقد بأنها أرانب سباق تابعة لحزب الاستقلال. كما صوت حزب الأصالة والمعاصرة، في مبادرة مفاجئة، على مرشح التحالف الحكومي، ودقوا آخر مسمار في نعش حزب الاستقلال بغرفة الصناعة التقليدية. وفقد حزب الاستقلال، في مساء اليوم ذاته، غرفة التجارة والصناعة والخدمات، التي كان يتولاها فؤاد الزين الفيلالي، وهو رجل أعمال معروف بالمدينة، حيث آلت إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، في شخص البرلماني الشاب بدر الطاهري، ابن مدينة مكناس. وحصل هذا البرلماني على 83 صوتا، وهي مجموع الأصوات الحاضرة أثناء انتخاب رئيس الغرفة، في حين لم يحضر أعضاء حزب الاستقلال، ولم تحضر لوائحهم المستقلة، ولم يحضر حتى رئيس الغرفة السابق، في رهان على عدم اكتمال النصاب القانوني لإجراء الانتخاب، وهي محاولة باءت بالفشل. وحصل مرشح التجمع على 83 صوتا، وهو عدد الأعضاء الحاضرين للعملية من أصل 122 عضوا في الغرفة. وانتهت العملية بسقوط مدوي لحزب الاستقلال، وسط احتفال مكونات حكومة بنكيران ب»الفوز المستحق»، وسط تنافس محموم بين هذه الأحزاب وبين حزب الاستقلال حول من سيمسك بزمام الأمور في جهة تعتبر من جهات «الموت» الانتخابية بالمغرب. وكان من اللافت أيضا أثناء عملية انتخاب رئيس الغرفة تصويت حزب الأصالة والمعاصرة والأحزاب «الصغيرة» وبعض لوائح المستقلين على مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار.