حينما تم الإعلان، قبل شهور، عن خطة تجديد أسطول الطاكسيات في العاصمة الاقتصادية اعتقد الكثير من المراقبين للشأن المحلي أن عملية تجديد الأسطول لن تحتاج إلى وقت كبير، وأن الدارالبيضاء ستقطع نهائيا مع سيارات الأجرة التي تساهم بشكل كبير في تشويه المدينة، لاسيما أن الكثير منها يفوق عمرها أزيد من عشرين سنة، لكن أمل هؤلاء المراقبين خاب. ورغم أنه بدأت تظهر منذ الأسابيع الأولى على قرار الإعلان عن تجديد الأسطول سيارات أجرة جديدة، فإن الوتيرة كانت بطيئة جدا، حيث ظلت سيارات الأجرة القديمة تهيمن على المشهد العام وتتجول بكل حرية في شوارع العاصمة الاقتصادية. "المساء" عادت من جديد إلى فتح هذه القضية، إذ كشف مصدر نقابي أن هناك مجموعة من الأسباب التي تؤثر سلبا على مسلسل تجديد الأسطول، رغم الدعم المالي المقدم من قبل السلطات العمومية. ومن بين الأسباب التي ركز عليها مصدرنا النقابي القضية المتعلقة بالعقود المنوذجية، إذ قال: "إن أغلبية المهنيين لم يجددوا عقودهم النموذجية ومن شروط التجديد التوفر على العقد المنوذجي، وهو الأمر الذي كان يتطلب دراسة شاملة لملف تجديد الأسطول قبل الوقوع في مثل هذه الأمور". وأكد مصطفى شعون، الكاتب العام الوطني للنقابة المغربية لمهنيي النقل، أن عدم تجديد العقود النموذجية من قبل بعض أصحاب الطاكسيات ساهم بشكل كبير في عدم قضية تجديد الأسطول". وأوضح أن عدم توحيد الرؤية بين التيارات النقابية بخصوص تجديد الأسطول كان له دور كبير في عدم تحريك وتيرة هذه العملية"، وقال: "بعض المهنيين يرفضون عدم تجديد الأسطول بدون أن يقدموا أي اقتراحات عملية، فالسلطات قدمت دعما ماليا مهما من أجل هذا الغرض، ولابد من توحيد الرؤية النقابية في هذا الصدد، فليس هناك إجماع نقابي حول مسألة تجديد الأسطول، فهناك من لا يتردد في حمل شعار لا لتجديد". ومنذ سنوات وملف تجديد أسطول سيارات الأجرة الكبيرة في الدارالبيضاء يطرح على الطاولة، إذ لم تكن تتردد مصادر نقابية في الربط بين مسألة تجديد الأسطول وحل القضايا الاجتماعية لمهنيي النقل، مؤكدين أن مسلسل الإصلاح لا بد أن يشمل جميع الملفات دون التركيز فقط على مسألة تجديد الأسطول، وهو الأمر الذي كان دائما يصطدم برأي آخر يؤكد أن الدارالبيضاء ضاقت ذرعا من وجود سيارات أجرة تشوه بياض المدينة، وأنه حان الوقت من أجل أن ينخرط الجميع في عمليات تجديد أسطول سيارات الأجرة، التي تعد مرآة أي مدينة، إذ أول ما يشاهده السائح لأي مدينة هي سيارة الأجرة وتتكون له فكرة واضحة عن المجتمع الذي يزوره من خلال طريقة حديث سائق سيارة الأجرة".