بعد انتظار دام سنوات طويلة، وبعد سخط كبير للمواطنين على أسطول سيارات الأجرة من الحجم الكبير، هاهي الشهور الأولى من سنة 2015 تعرف ميلاد سيارات أجرة جديدة تجوب شوارع الدارالبيضاء، وأثارت السيارات الأجرة المختلفة من حيث نوعها وشكلها فضول الكثير من المواطنين في العاصمة الاقتصادية. وإن كان عدد سيارات الأجرة الجديدة من الحجم الكبير قليلا مقارنة بعدد أسطول الطاكسيات التي تتوفر عليه العاصمة الاقتصادية، فإن المؤشرات الأولية تؤكد أن فكرة تجديد سيارات الأجرة بدأت تخامر العديد من مهنيي النقل الطرقي وأصحاب الطاكسيات الذين أصبح العديد منهم مستعدا لتغيير سيارته. وفي إطار الاستراتيجية التي تنهجها ولاية الدارالبيضاء للنهوض بقطاع النقل بواسطة سيارات الأجرة بتشاور مع مختلف الفاعلين في القطاع، تم إعطاء الانطلاقة الرسمية لتوحيد سيارات الأجرة من الصنف الأول في دجنبر الماضي، وسيستفيد من هذه العملية مستغلو سيارات الأجرة من الحجم الكبير، وذلك باستفادتهم من المنحة المخصصة لهذا الغرض والتي تبلغ قيمتها 80.000 درهم مع تسليم سيارة الأجرة المستعملة لتفكيكها. وفي السياق المتعلق بتجديد أسطول الطاكسيات، تم، الثلاثاء الماضي، تسليم بعض مستغلي سيارات الأجرة الكبيرة الذين استفادوا من الدعم رخصة استعمال العربة المقتناة كسيارة أجرة، وتم الشروع في الاستعمال الفعلي لما يزيد عن 40 سيارة جديدة. وتهدف هذه العملية إلى الرفع من جودة خدمات سيارات الأجرة ونقل المواطنين في ظروف جيدة وتستجيب لمعايير السلامة والراحة المطلوبة، بالإضافة إلى المساهمة في الحفاظ على جودة الهواء داخل مدينة الدارالبيضاء. ويؤكد مصدر أنه بعد انطلاق عملية تجديد أسطول الطاكسيات في العاصمة الاقتصادية لابد أن ينخرط سائقو سيارات الأجرة في عملية الحد من حوادث السير، عبر السياقة المسؤولة، خاصة أن بعض الطاكسيات متهمة بارتكاب مخالفات في السير والجولان ما يثير ارتباكا في شوارع المدينة. وكانت ولاية الدارالبيضاء أعلنت، قبل شهور، عن عملية تجديد أسطول الطاكسيات، في إطار الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل تأهيل هذا القطاع، ومن بين القضايا التي يطالب مهنيو النقل بالانكباب عليها بالتغطية الصحية والسكن والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والنقل السري والعلاقة مع أصحاب المأذونيات والتعويض عن الزيادة في أسعار المحروقات وتنظيم المحطات والخطوط. وتوجد في مدينة الدارالبيضاء حاليا سيارات أجرة من النوع الكبير يصل عمرها الافتراضي إلى أزيد من عشرين سنة، مما يساهم في حدة التلوث. وسيستفيد بعض أصحاب الطاكسيات الذين ينخرطون في عملية تجديد الأسطول من مجموعة من الخدمات الجديدة، إذ التزمت إحدى الشركات المصنعة بالتغطية الصحية، وذلك عن طريق شركاء هذه الشركة الذين تم التعاقد معهم من أجل هذا الغرض، ولن يتعدى المبلغ 280 درهما في الشهر على مدة خمس سنوات ما يعني تسعة دراهم في اليوم، وستتيح هذه العملية استفادة المعني بالأمر من التغطية الصحية له ولزوجته ولأبنائه.