أوقعت قرعة نهائيات كأس العالم 2010 لكرة القدم بجنوب إفريقيا المنتخب الجزائري في المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة وسلوفينيا، وهو ما جعل وسائل الإعلام المصرية تصف المجموعة بالمتوسطة القوة، خاصة وأن المنتخب الجزائري سيستهل مسيرته في البطولة بمواجهة المنتخب السلوفيني. وكان أغلب المصريين يدعون للجزائر بقرعة صعبة على خلفية الصراع القائم بين البلدين بسبب مضاعفات المباراة الفاصلة التي أقيمت في أم درمان. وشهدت المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية صراعا كبيرا بين المصريين والجزائريين حول القرعة، بالرغم من غياب منتخب مصر عن الحدث الكوني، وهو ما ينفي فرضية التئام جراح الخلاف وطي صفحة النزاع الكروي. وجاء في تعليقات بعض المصريين «نفسي مصر تدخل كأس العالم علشان بوتريكة مش حيتسنى إلى 2014»، وقال مصريون «إن شاء الله الجزائر تخسر جميع المباريات لأن وصولها إلى كأس العالم حرام»، كما وجهت دعوات عبر الأنترنيت لتشجيع خصوم الجزائر، وتساءل آخرون عما إذا كان الجمهور المصري سيرحل إلى جنوب إفريقيا ويمارس نفس طقوس التشجيع التي حدثت في مدرجات ملعب المريخ بأم درمان، .«روحوا جنوب إفريقيا وورونا شطارتكم وهل جمهور الجزائر هيقابل جمهور الفرق مثل ما قابل جمهور مصر شقيقته ولا احنا ما نشطرش غير على بعض». وتوقع كثير من المصريين خروجا مبكرا ل«محاربي الصحراء» من النهائيات، بل وصل الأمر إلى تقديم تخمينات «الجزائر بإذن الله ستكون حصالة المجموعة انجلترا - الجزائر 4-0 امريكا - الجزائر 4-0 سلوفينيا - الجزائر 3-0».وإذا كان بعض المصريين، وهم قلة، يتمنون للمنتخب الجزائري التوفيق في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، باعتباره الممثل الوحيد لكرة القدم العربية، إلا أن الغالبية جددت معاركها ولم تتردد في تبادل الاتهامات، ودعا بعض الجزائريين مصر إلى الاستعداد مبكرا لمونديال 2014 في البرازيل، كما وجه أحد المصريين خطابا إلى الحارس الجزائري بلغة مشبعة بالسخرية، والمفتقدة للروح الرياضية حين قال « إلى حارس المنتخب (الأخضر -الفرنسى)المشترك شد حيلك في العد أنا بادعيلك ما يدخلش فيك أكثر من 25 هدف». وتساءل مدون جزائري عن سر استكمال الشوط الإضافي من صراع يفترض أن ينتهي بصافرة نهاية المباراة التي شهدها ملعب الخرطوم، وكتب يقول موجها خطابه للمشككين في تأهيل المنتخب الجزائري، «أريد أن أفهم يا مصريين: الطبيب المسؤول في السفارة قال ما حدث شي عادي- الفيفا قالت لم يحدث أي شيء - السفير قال ما حدث شيء أيضا، ما فيه صور تثبت شي، الفيديو الذي تتكلمو عليه لم يصور في السودان أصلا، شتمتم الجزائر، شعبها، تاريخها.. ولم يسمع بكم أحد توقفوا عن البكاء و خلونا نعرف نشوف المونديال من فضلكم» وقال شاب جزائري: «سبحان الله ما كل هذا البخل يا أشقاء المهم أننا تأهلنا ومن خلال البوابة مصر، حتى ولو خرجنا من الدور الأول المهم أن نشيدنا الوطني سيسمعه الانجليز والأمريكان والسلوفينيين، أما الذي يفتخر برجال مصر، فاسأل أنت ماذا فعلت لمصر وان تو ثري فيفا لالجيري». واكتفى مواطن جزائري بسرد قولة لعمر بن العاص رضي الله عنه، تقول: « مصر أرض من ذهب، نساؤها لعب و رجالها مع من غلب». وتدخل مدون فلسطيني يدعى ثائر في محاولة لتذويب الخلاف بين المصريين والجزائريين وكتب، «للأسف يبدو أن الجميع ما زال مأزوما ويريد أن ينفس عن احتقان ما في داخله .. على كل كما تمنيت الفوز لمصر في أم درمان فإنني وبالقدر نفسه أتمنى للجزائر الفوز في جنوب إفريقيا .. وعلى كل أنا أثق بقدرة المنتخب الجزائري على تخطي منتخبين على الأقل من أصل ثلاثة، تحيا مصر تحيا الجزائر».