انتقد عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، ما وصفها بالحملة المسعورة التي يقودها ضده الاستقلالي محمد تالموست، الذي سبق له أن ترأس بلدية القنيطرة، قبل أن يُزاح عن هذا المنصب بعد إدانته بالسجن النافذ في ملف مرتبط بالفساد الانتخابي. وعلق رباح، الذي يسير مجلس المدينة بتحالف مع حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، بشأن اتهامه بسوء تدبير شؤون عاصمة الغرب والركوب على مشاريع جهات أخرى، وجهها إليه تالموست، الذي حاز على تزكية حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، لقيادة لائحة حزب علال الفاسي في الانتخابات المقبلة بالقنيطرة، بالقول: «القنيطريون يعلمون جيدا من عاث في المدينة فسادا، ومن تحمل المسؤولية بكل أمانة وعمل لأجل إصلاح أوضاع المدينة وتنمية مواردها وصون ممتلكاتها وحماية أموالها من أن تمتد إليها أيدي العابثين وتطلعات الطامعين». وأضاف ساخرا، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، «لقد أصيب الرئيس السابق بما يسمى السعار السياسي وهو يعاين إنجازات المجلس الحالي، التي فاقت كل التوقعات، بعدما ظلت فترة ولايته موسومة بتوظيف الأقارب والأحباب والتوزيع المشبوه للبقع والأكشاك وإبرام صفقات تحت الطاولة واستباحة المال العام وصرفه دون أن يظهر لذلك أي أثر على المدينة». وأضاف مستغربا «كيف لصاحب السوابق العدلية أن يقود حملة انتخابية سابقة لأوانها تستهدف التشكيك في حصيلة المجلس الجماعي الحالي، وهو الذي يعرف الجميع سيرته وعلاقته ومصدر ثرواته وطريقة وصوله إلى قصر البلدية بدعم من أصحاب المصالح الخاصة». ودافع القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية بشدة عما وصفها بالثورة التي تشهدها القنيطرة على مستوى المشاريع التنموية وتأهيل البنيات التحتية وتشييد المرافق الرياضية والاجتماعية، وآخرها، يضيف رباح، الشروع في إنجاز المركب الثقافي الذي دشنه ووضع حجر أساسه ملك البلاد، بعدما فشلت المجالس السابقة طيلة عقود في إخراجه إلى حيز الوجود، حسب قوله. وأشار عزيز رباح إلى أن القنيطرة عرفت منذ انتداب المجلس الحالي سنة 2009 تحولا جذريا في مسار التنمية الشاملة، بدءا باعتماد مقاربة استشرافية تجلت في وضع مخطط جماعي للتنمية الحضرية 2011-2016، وهو أول مخطط، يؤكد المتحدث، تضعه الجماعة منذ إحداثها سنة 1959، حيث تم تحقيق أكثر من 85 بالمائة من المشاريع المبرمجة باعتمادات مالية فاقت 900.000.000 درهم. فيما اعترف باستمرار معاناة المواطنين من النقل الحضري ووجود ما وصفها بلوبيات الفساد والتخريب التي تقف حجر عثرة أمام تطوير هذا المرفق الحيوي، لكنه وعد، في الوقت نفسه، بإيجاد حلول لهذا المشكل في أقرب الآجال، خاصة مع استقدام أكثر من 20 حافلة جديدة خلال الأسبوع الماضي. وكان محمد تالموست، الرئيس السابق لمجلس المدينة، قد هاجم بقوة عزيز رباح، في ندوة صحفية، عقدها حزب الاستقلال، مؤخرا، على هامش الأيام التكوينية التي تنظمها فروع حزب شباط بالقنيطرة، في إطار تأهيل القدرات السياسية لأطر الحزب، واتهمه بالكذب للنيل من خصومه السياسيين، نافيا جملة وتفصيلا أي إمكانية للتحالف مع حزب العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة، مشيرا إلى أنه حصل على شهادة «رد الاعتبار» التي تخول له قانونا الترشح باسم حزب «الميزان» في الاستحقاقات المقبلة رغم قضائه 6 أشهر حبسا نافذا خلف أسوار «حبس العواد».