- ماذا عن العشر الأواخر من رمضان؟ يجب الاستعداد والتخطيط لها منذ أول يوم فيها، وجعل لذلك خطة معقولة متقنة، فقليل دائم خير من كثير منقطع، مع الاعتماد على الهدي النبوي في العشر الأواخر من رمضان. – متى تكون ليلة القدر؟ إن تحري ليلة القدر يبدأ من ليلة الحادي والعشرين من رمضان، وينتهي بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وإن أردت حقًا أن توافق ليلة القدر، وتأخذ خيرها، فاحرص على الاجتهاد في سائر الأيام العشرة الأخيرة، وكأنهن جميعًا ليلة القدر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان). نعم هذه الليلة في السبع الأواخر أقرب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر)، وهي في أوتار العشر الأواخر أرجى، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان). وعند الجمهور أنها في ليلة السابع والعشرين أرجى ما تكون، كما ذكر ابن حجر في فتح الباري، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه أحمد في مسنده: ( من كان متحريها، فليتحرها ليلة سبع وعشرين، تحروها ليلة سبع وعشرين)، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فيما رواه أحمد في مسنده، أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال : يا نبي الله، إني شيخ كبير عليل، يشق علي القيام، فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر، قال: (عليك بالسابعة). وهذا في الغالب، وليس دائمًا، فقد تكون أحيانًا ليلة واحد وعشرين، كما جاء في حديث أبي سعيد رضي الله عنه، وقد تكون ليلة ثالث وعشرين، كما جاء في رواية عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه. – كيف أستعد للعشر الأواخر من رمضان؟ يقوم الاستعداد الحقيقي المثمر للعشر الأواخر من رمضان على ثلاثة أركان: الركن الأول: رغبة كالجبل: بمعنى أن تمتلك إرادة حقيقية قوية نابعة من أعماقك بضرورة الاستعداد لما أنت مقبل عليه. الركن الثاني: تخطيط وعمل: بمعنى أن تخطط جيدًا لما تستعد له بتحديد هدف واضح معين، ثم تضع الخطوات والإجراءات الكفيلة بتحقيق الهدف، ثم تنفذ تلك الخطوات في الواقع العملي. الركن الثالث: صبر وأمل: بمعنى أن تكون صابرًا على جميع العقبات الداخلية والخارجية التي ستواجهك في سبيل ما تستعد له، مع ضرورة التحلي بالروح الإيجابية وحياة مشرقة بالأمل. – هل الاستعداد للعشر الأواخر من رمضان واحد أم فيه أقسام وما هي إن كانت؟ إن الاستعداد للعشر الأواخر من رمضان يكون على قسمين: استعداد واجب: ينبغي للمسلم أن يلتزم به في شهر رمضان المبارك وغيره. استعداد مستحب: يستحب للمسلم أن يستعد به طلبًا لمزيد من الأجر والثواب وإدراكًا لفضيلة ليلة القدر. – ماذا عن الاستعداد الواجب؟ 1 – أن تؤدي ما أوجب الله عليك من العبادات القولية والفعلية، ومن أهمها: الصلاة المفروضة، وصيام رمضان، والزكاة، وزكاة الفطر. 2 – أن تجتنب جميع ما حرم الله عليك من الأقوال والأفعال، فلا يعقل أن تتقرب إلى ربك بترك المباح كالطعام والشراب، ثم لا تتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليك في كل حال، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه أحمد في مسنده، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع: (رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورُبَّ قائم حظه من قيامه السهر)، والصائم مأمور بحفظ لسانه حتى وإن تعرض للأذى من غيره، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: (الصيام جُنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم).