قضت محكمة الاستئناف بمكناس بأحكام سجن تتراوح ما بين 10 سنوات سجنا نافذة وستة أشهر موقوفة التنفيذ في حق 6 طلاب ينتمون إلى الحركة الأمازيغية، بعدما اعتقلوا في سنة 2007 ووجهت لهم تهمة الوقوف وراء قتل طالب قاعدي. فيما برأ الحكم 4 طلاب آخرين ينتمون إلى نفس التنظيم الطلابي الذي ظهر في الجامعة منذ منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي، كمكون ثقافي يؤكد بأنه ينشط من أجل رد الاعتبار للهوية الأمازيغية. وغرم حكم المحكمة الصادر فجر يوم الخميس الماضي طالبين من المعتقلين قضى في حقهما ب10 سنوات نافذة ب160 ألف درهم وحكم على أربعة متهمين بسنة حبسا نافذة مع دفع غرامة مالية قدرها 1000 درهم لكل واحد منهم. وقضت المحكمة أيضا بستة أشهر موقوفة التنفيذ في حق ستة متابعين مع دفع غرامة قدرها ألف درهم لكل واحد منهم. وشهد عدد من المواقع الجامعية في موسم 2007 مواجهات دامية بين الحركة الأمازيغية وبين الطلبة القاعديين أسفرت عن سقوط طالبين يحسبان على التيار القاعدي في كل من مكناسوالرشيدية، وهما الموقعان اللذان يعرفان بتواجد كثيف لنشطاء الأمازيغية. وشنت السلطات الأمنية حملة الاعتقالات على رموز التيار الأمازيغي بالجامعة، وتضمنت لائحة الاعتقالات في بداية الحملة ما يقرب من 30 طالبا، أغلبهم ينحدرون من منطقة الرشيدية. ووجهت لمعتقلي مكناس تهمة تكوين عصابة إجرامية والقتل العمد. وقد سبق للمحكمة الابتدائية بمكناس أن قضت في حق هؤلاء الطلبة المتهمين بقتل الطالب محمد الطاهر الساسوي بالسلاح الأبيض بالقرب من الحي الجامعي سيدي سعيد بالقرب من كلية الحقوق، بأحكام تتراوح ما بين 12 سنة سجنا نافذة و6 أشهر موقوفة التنفيذ. واعتبر بيان للتنسيقية الوطنية لطلاب الحركة الأمازيغية بأن هذه الأحكام القضائية ترمي إلى استئصال نضالاتها في الجامعة. وقالت إن الدولة تستعمل العدالة من أجل تصفية حسابات سياسية مع هذه الحركة. ووصفت التنسيقية هيئة المحكمة ب«الهيئة العنصرية». وبالرغم من التهدئة التي شهدتها الجامعات المغربية بين الطرفين في السنة الماضية، إلا أن المواجهات بينهما تأججت من جديد في بداية الموسم الحالي في جامعة زايو بالناظور. واستعملت في هذه المواجهات مختلف الأسلحة البيضاء، وتبادل الطرفان الاتهامات وأدى الوضع إلى سقوط عدد من الجرحى. ويعود أصل الصراع بين التيارين إلى محاولة كل منهما فرض هيمنته على الجامعة. ويتهم القاعديون نشطاء هذه الحركة باعتماد وتسويق خطاب «شوفيني وعنصري» يحرف الصراع الطبقي، بينما يتهم نشطاء الأمازيغية القاعديين باعتماد خطاب قومي «عروبي» وتسويق أفكار لا علاقة لها بالتربة المغربية.