الأزمة التي يعيشها فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، والتي ظهرت ملامحها بشكل كبير في حالة الارتباك» التي تطبع عمل المكتب المسير والقرارات المرتجلة التي يتخذها رئيس الفريق، دفعت الكثيرين إلى طرح أسئلة عديدة حول هذا الذي يجري بالفريق «الأخضر»، وعن أسباب دخول الفريق إلى هذا النفق المظلم، حيث لاتظهر أية كوة ضوء في آخر النفق. الرجاء ليس وحده الذي يعيش على إيقاع الأزمة وعلى إيقاع القرارات العشوائية، فجامعة كرة القدم بدورها تعيش على وقع هذه القرارات، ولعل آخرها قرارها باختيار الرجاء للمشاركة في كأس شمال إفريقيا مع أن الفريق أنهى البطولة في المركز الثامن، وكان من المفروض بعد اعتذار الفائز باللقب فريق الوداد أن يتم اختيار الفريق المحتل للمركز الثاني وإذا تعذر ذلك، فإنه كان يجب اختيار الفريق الذي يليه في الترتيب، وهكذا دواليك، دون أن يتم إفراغ البطولة من محتواها وضرب مبدأ التنافس الشريف، والاقتصار على الوداد أو الرجاء، وكأن الكرة المغربية في هذا البلد السعيد وداد ورجاء فقط، ولا تشمل بقية الفرق المنتشرة عبر ربوع المملكة. مسؤولو اتحاد شمال إفريقيا تبرؤوا من القرار، ورموا الكرة في ملعب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتأكيدهم أنها هي من اتخذت قرار مشاركة الرجاء في هذه البطولة، هذا في الوقت الذي كان فيه نور الدين البوشحاتي النائب الثالث لرئيس الجامعة قد أكد في تصريحات صحفية أن قرار اختيار الرجاء تم من طرف اتحاد شمال إفريقيا.. القرارات العشوائية لا تقف عند هذين المثالين فقط، بل إن هناك أمثلة عديدة. عن أب هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة» ، قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة». لو نحن نقلنا هذا الحديث النبوي إلى التسيير في مجال كرة القدم، سنجد أن كثيرين ممن لا علم ولا معرفة لهم هم من يمكسون بزمام الأمر هنا وهناك، يكذبون، يتآمرون، يقومون بتصفية الحسابات، وعندما يشتد عليهم الخناق يخرجون أعينهم ويدفعون «السنطيحة» كأن شيئا لم يقع، في محاولة منهم لإعادة الانتشار والانطلاق من جديد لمواصلة مسلسل «التخبط»، فكم من تافه اليوم يعتلي كرسي المسؤولية.. «رويبضات» الكرة لا يوجدون فقط، في مجال التسيير الكروي فقط، بل قد تجدهم أيضا بين قبيلة «المنخرطين» أو بين المحسوبين على الصحافة، أو وسط «حياحة» الفايسبوك حيث يفتون ويقررون ويوجهون من وراء الحواسيب، والمقابل هو بيع الذمة، أما ضمائرهم فقد ماتت منذ زمن بعيد. فاحذروا رويبضات الكرة، لقد قادوا الكرة المغربية إلى الهاوية، ومازالوا يواصلون عملهم مستغلين عدم إسناد الأمور إلى أهلها.