أرقام مشجعة أخرى تكشف عنها نشرة مكتب الصرف المغربي، إذ شهدت الاستثمارات الأجنبية المباشرة نموا مهما بالمغرب، الذي أضحى البلد الإفريقي الثالث الأكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، بفضل موقعه الاستراتيجي واليد العاملة المؤهلة. وبلغت تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة ببلادنا 11.7 مليار درهم مع متم ماي 2015، بزيادة نسبتها 22.8 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. كما أن المغرب بات يتموقع اليوم كمرجع إقليمي في مجال صناعة الطيران، بدليل استقرار الشركة متعددة الجنسيات ذات الصيت العالمي مثل «بومبارديي»، التي استثمرت مؤخرا في المملكة 200 مليون دولار، أساسا لدعم ازدهار قطاع الطيران الإفريقي. ويعكس قرار ثالث أكبر مصنع للطائرات في العالم بعد «بوينغ» و«إيرباص» إقامة معمل للتصنيع في المغرب، صعود المملكة كمركز في قمة الازدهار لصناعة الطيران العالمية. وتكرس هذا الواقع مؤخرا، في بورجي بفرنسا، مع استكمال صياغة اتفاق استقرار الفاعل الكبير في مجال الطيران «فيجياك أيرو» شركة التجهيز العملاقة. على صعيد متصل، أفاد مكتب الصرف أن الميزان التجاري للمملكة واصل انتعاشه إبان العام الجاري، فيما استمرت الصادرات في الارتفاع مقابل تراجع فاتورة الواردات الوطنية من الأسواق الخارجية. وسجل المكتب في نشرته الأخيرة، أن صادرات منتجات الصناعات الغذائية بلغت 1.9 مليار درهم وهو ما أنعش الاقتصاد المغربي. وعموما ارتفع إجمالي الصادرات المغربية بنسبة 5.8 في المائة، خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري، حيث استقرت في مستوى 91 مليار درهم، مقابل 86 مليار درهم في الفترة نفسها من سنة 2014. بينما بلغ حجم الصادرات المغربية من الفوسفاط ومشتقاته في الشهور الخمسة الأولى من سنة 2015، نحو 18 مليار درهم مقابل 14.7 مليار درهم في الفترة نفسها من السنة. وسجل المكتب في نشرته الأخيرة، ارتفاع صادرات الفوسفاط ومشتقاته بنحو 3.3 ملايير درهم، إضافة إلى انتعاش صادرات السيارات بما يربو على ملياري درهم و1.9 مليار درهم بالنسبة إلى صادرات منتجات الصناعات الغذائية، وهو ما أنعش الاقتصاد المغربي. صادرات المملكة من السيارات المصنعة، شهدت بدورها نموا بنسبة تفوق 40 في المائة من تلك ذات الأجزاء المنتجة في المغرب، والمركبة في الدارالبيضاء وطنجة زيادة بنسبة 11 في المائة، حيث انتقلت من 17.89 مليار درهم في الشهور الخمسة الأولى من سنة 2014 إلى 19.86 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الجاري. وارتفعت صادرات المغرب من الأجزاء الإلكترونية، في الفترة الممتدة ما بين يناير وماي 2015، من 3.29 مليارات درهم في الشهور الخمسة الأولى من 2014 إلى 3.3 مليارات درهم في نفس الفترة من السنة الحالية. أما صادرات قطاع النسيج والجلد فعرفت تراجعا طفيفا بلغت نسبته 1 في المائة، حيث هبطت من 14.76 مليار درهم في الشهور الخمسة الأولى من سنة 2014، إلى 14.62 مليار درهم في الفترة ذاتها من 2015. كما تراجعت صادرات قطاع صناعات الطيران بنسبة لم تتعد 2.8 في المائة، إذ بلغت في الشهور الخمسة الأولى من 2015 نحو 3.06 مليارات درهم، مقابل 3.15 مليارات درهم في الفترة نفسها من العام الماضي.