قد لا تنطبق طريقة واحدة على كل الأطفال الذين يميلون إلى تأجيل المهام والوظائف المترتبة عليهم، ولكن هناك بعض الوسائل التي قد تساعد الأهل في جعل طفلهم يتغلب على هذه العادة السيئة، أهمها المراقبة، ونعني بذلك أنه يجب أن يدرك الأهل ماهيَّة المشكلة التي يتعاملون معها، ويراقبوا طفلهم ليلاحظوا نوع التأجيل عنده، ثم عليهم أن يفكروا بما شاهدوه، وأي سبب من الأسباب السابقة يمكن أن ينطبق عليه، وقد يمكن أن يكون سبب ذلك وجود خلافات في المنزل مثلاً؟ بعد ذلك يأتي دور العطف والحنان بدل اتباع أسلوب العقاب والتوبيخ، ومحاولة معرفة حاجته وميله إلى تأجيل واجباته، أي يجب التعاطف مع الأمور التي يعاني منها حتى لو كان هو من يسببها لنفسه. التواصل مع المدرسة وفي هذا الإطار يجب التشديد على أهمية محاولة معرفة وضع الطفل النفسي في مدرسته، وطبيعة تصرفاته، لأن هذا يساعد الأهل على التعامل بسهولة معه. وعلى الأهل أن يدركوا أن توتر الطفل واكتئابه قد يؤديان إلى الرغبة في التأجيل، وقد يكون تأجيل الواجبات أيضاً نتيجةً لخلافات عائلية. العنصر الرابع الذي يجب التشديد عليه فهو عنصر القدوة الجيدة فإذا كان أحد الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي، أي أن أسلوب الحياة المتَّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة الأولى. وفي هذا الصدد يجب التشديد على أهمية مشاركة الأهل لانشغالات طفلهم، والبحث معه عن الطريقة التي تجعله يقبل على فروضه بدل أن يشعر وكأنها مفروضة عليه فرضا، وأنه قد يتعرض للعقاب إذا لم ينجزها كاملة. أنواع الدعم هناك الدعم المندمج الذي يتم من خلال أنشطة القسم بعد عملية التقويم التكويني، وهناك الدعم المؤسسي الذي يتم خارج القسم، وفي المؤسسة من خلال أقسام خاصة أو وضعيات تختلف عن السير العادي للبرنامج، كإنجاز مشروع، ويمكن أن تتم في أقسام خاصة و فضاءات أخرى، وهناك أيضا الدعم الخارجي الذي يتم خارج المؤسسة، كالمكتبات عامة أو في مراكز التوثيق أو في دور الشباب وغيرها من الفضاءات. والملاحظ في هذا الإطار أن جل عمليات الدعم داخل المدارس لا تهتم سوى بما هو معرفي، ولا تعير أي اهتمام للصعوبات والمعوقات النفسية والمادية والاجتماعية للمتعلمين، ذلك أنه لا يمكن أن نهتم ببعد واحد من شخصية المتعلم، حيث إن عملية التعلم تتحكم فيها كل الأبعاد المختلفة لشخصية المتعلم ووسطه المادي والسوسيوثقافي عامة، وعليه وجب خلق أشكال دعم نفسية واجتماعية، وربما فزيولوجية وصحية داخل مدارسنا.