قبل مارس 2014 ظل العديد من البيضاويين ينتظرون بشغف كبير بداية النسخة الثانية من التدبير المفوض لقطاع النظافة من أجل محو الصورة البشعة التي كانت تؤثث المشهد العام في جل الشوارع والأزقة في المدينة، حيث لم تكن النفايات تفرق بين شوارع وسط المدينة ومحيطها. وظل الترقب سيد الموقف، إلى حين عرض الأسطول الذي سوف تعتمد عليه الشركتان الفرنسية (سيطا) واللبنانية (أفيردا) في منطقة العنق قبل سنة، آنذاك بدأ الكثير من البيضاويين يتنفسون الصعداء، على اعتبار أن نوعية الشاحنات والمعدات تنبئ بأن العاصمة الاقتصادية ستدخل مرحلة جديدة في قطاع نظافتها. فهل استطاعت المدينة، بعد مرور سنة على بداية الموجة الثانية من التدبير المفوض، أن تتخلص من عباءة الماضي؟ لقد بدا المسؤولون في الشركتين اللتين تتكلفان بمهمة جمع النفايات أكثر تفاؤلا خلال الندوة التي تم تنظيمها بداية الأسبوع الجاري للحديث عن سنة من التدبير، مؤكدين أن هناك مجموعة من الإجراءات التي تم القيام بها خلال هذه السنة من أجل القطع مع ممارسات المدينة، إذ تم التأكيد أن الجيل الثاني من التدبير المفوض عرف مجموعة من التطورات من حيث المراقبة والتتبع ووسائل التدبير ونقل المهارات المعرفية، والهدف هو ضمان خدمة ذات جودة عالية لجميع المواطنين وبشكل عادل ومتوازن مع الحرص على تحسيسهم وإشراكهم في نظافة بيئتهم. وإذا كان العديد من البيضاويين يؤكدون أنه طيلة التجربة الأولى من التدبير المفوض ظل التواصل بينهم وبين الشركات التي تتكلف بهذا القطاع مقطوعا، فإنه تم التأكيد، خلال الندوة، أنه لتحسين جودة الخدمات والاقتراب أكثر من انتظارات المواطنين تم إحداث رقم أخضر لاستقبال طلبات المواطنين وشكاياتهم، وفي ما يخص التتبع يتم إعداد صور قبل وبعد من طرف المفوض له وتوجيه رسائل نصية للمتصلين لتأكيد تسجيل الشكاية وإخبارهم بإتمام العملية بعد إنهاء التدخل. وينتج البيضاويون 3 آلاف طن يوميا من النفايات، حيث يبلغ عدد النفايات المنزلية 2600 طن، في حين أن مخلفات أوراش البناء تصل إلى 400 طن يوميا. يتم جمع 20.800 صندوق قمامة يوميا، فيما تجوب العربات أزيد 26 ألف كلم في عمليات تجميع النفايات، وهناك 237 جولة في اليوم، ويصل عدد الأعوان في الميدان إلى 4700 عون. وإذا كان القائمون على نظافة المدينة يؤكدون أنهم ملتزمون بتطبيق بنود دفتر التحملات، فإن السنوات المقبلة وحدها القادرة على تأكيد مدى التزام الفرنسيين واللبنانيين باحترام دفتر التحملات، وذلك من أجل مصالحة البيضاويين مع بيئتهم، خاصة أنهم عانوا لسنوات طويلة مع مشكل الانتشار المهول للنفايات، إلى درجة أن العديد من السكان أصبحوا متذمرين من صورة النفايات وهي تؤثث المشهد