اعتقلت السلطات الأمنية بمراكش، يوم الاثنين الماضي، تسعة إسلاميين ينتمون إلى كل من حزب «العدالة والتنمية» وحركة «التوحيد والإصلاح»، نظموا وقفة احتجاجية ضد تصوير فيلم «الجنس والمدينة» بمنطقة المواسين التي توجد بأحياء المدينة القديمة لمراكش. وقد داهم رجال الأمن والسلطات المحلية من بينهم قائد مقاطعة جامع الفنا، ورئيس الدائرة، العشرات من المواطنين الذين هبوا للاحتجاج على تصوير الفيلم الأمريكي «الجنس والمدينة»، حاملين مكبرات صوت ولافتات كتب عليها «استباحة مدينة مراكش من قبل شركات أجنبية لتمثيل أفلام الخلاعة». ليقوموا بتطويقهم واقتيادهم صوب كوميسارية جامع الفنا للتحقيق معهم. وقد استمر التحقيق مع المحتجين الموقوفين، بينهم نساء، حسب ما ذكره مصدر من المتظاهرين، إلى ساعات متأخرة، في الوقت الذي تقسم قياديون في «العدالة والتنمية» إلى مجموعتين: الأولى تكلفت بمتابعة ملف المعتقلين على خلفية الاحتجاج على تصوير الفليم الأمريكي، والثانية تابعت أشغال دورة المجلس الجماعي والتصويت على ميزانيته. ويأتي هذا الاحتجاج بعد وضع المنظمين لتصوير فيلم «الجنس والمدينة» بمدينة مراكش منبرا مصنوعا من الإسمنت، يشبه ذلك الذي يصعد فوقه خطيب الجمعة في مرحاض عمومي يعود إلى فترة الحكم السعدي، في حين نصب «كونطوار» كالذي يوجد في الخمارات وضع فوقه أزيد من 30 قنينة شيشا، أمام المكان الذي يتخذونه مسجدا للصلاة حسب ما عاينته «المساء». وأوضحت مصادر من عين المكان في حديث مع «المساء» أن أحد أقواس المنطقة سيكون بابا لمسجد، يخرج منه الإمام ليصادف «الخمارة» أمامه. وعبر العديد من الصناع التقليديين بمنطقة المواسين عن رفضهم لاحتضان مدينتهم تصوير مشاهد «مخلة بالحياء» على حد قول الصناع، في الوقت الذي تم تعويض الصناع التقليديين عن ثلاثة أيام (3 آلاف درهم لليوم الواحد) تتخذ فيها محلاتهم مشاهد للتصوير. وقد انطلق، الاثنين الأخير، تصوير بعض مشاهد الفيلم الأمريكي الذي تلعب فيه كل من سارة جيسيكا باركر، وكرييستين ديفيس، وسينثيا نيكسون، وكيم كاترالو، دور البطولة. وتدور مشاهد الفيلم التي سيجري تصويرها بمدينة مراكش حول أربع فتيات حسناوات يتهن عن بعضهن أثناء زيارتهن للمدينة العتيقة، ويدخلن في مغامرات مثيرة من خلال ترددهم على الحانات والملاهي الليلية، وبعد لقائهن يتبادلن أطراف الحديث وتحكي كل واحدة عن قصتها ومغامراتها. وأوضح مصدر جيد الإطلاع، أن جزءا مهما من الفيلم سيجري تصويره بأحد المطاعم والشواطئ الاصطناعية بمراكش، التي سبق للمحكمة الابتدائية بمراكش أن أصدرت في حقه مذكرة إغلاق لتنظيمه حفلات مخلة بالحياء. للإشارة فإن الجزء الثاني من الفيلم الأمريكي «الجنس والمدينة» الذي يجري تصويره بمدينة مراكش، بعد رفض الإمارات العربية المتحدة منح الترخيص لتصويره بالعاصمة الإماراتيةدبي، مأخوذ من رواية أمريكية تسرد الحياة الجنسية لأربع فتيات حسناوات في مدينة نيويورك والمشاكل التي تترتب عن امتهانهن للبغاء.