يشعر مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة في عمالة مقاطعة الحي المحمدي هذه الأيام بغضب واستياء، بسبب عدم استفادتهم، كما يقول بعضهم، من الخدمات الصحية المتوفرة في مستشفى محمد الخامس الذي يوجد في المنطقة، معتبرين أن من أبسط حقوقهم الاستفادة من الخدمات الصحية في مستشفى عمومي يقدم خدماته لجميع المغاربة بدون أي تحيز، خاصة أن الصحة لدى هذه الفئة تشكل أولى الأوليات. وقال يوسف الرخيص، رئيس جمعية الأمل للمعاقين بالحي المحمدي، في تصريح ل "المساء": "لا يعقل حرمان فئة واسعة من ذوي الاحتياجات الخاصة في الحي المحمدي بدعوى عدم توفرهم على بطاقة الرميد، فطيلة سنوات ظل هؤلاء المعاقون يستفيدون من الخدمات الصحية في المستشفى العمومي محمد الخامس بالحي المحمدي بمجرد ما يشهرون بطاقة الإعاقة. وأكد يوسف الرخيص أن تمكين المواطنين عامة من الخدمات الصحية وذوي الاحتياجات الخاصة خاصة حق دستوري، وأوضح أن من الأشياء التي تثير امتعاض مجموعة من المتضررين من عدم الاستفادة من الخدمات الصحية هو أن مجموعة من الأطفال يعانون من إعاقة جسدية وذهنية، الأمر الذي يتطلب ضرورة الاستفادة من الترويض الطبي والمراقبة الطبية وفي بعض الحالات يتطلب الأمر إجراء عمليات جراحية، وقال "لابد أن تتحمل الدولة مسؤولية علاج ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن الصحة هي أولى الأوليات، فكيف يتم تعليم معاق دون أن يتوفر على صحة جيدة؟". وأضاف المتحدث ذاته أن عدد المعاقين على المستوى الوطني يصل إلى حدود ثلاثة ملايين معاق، وهو ما يتطلب، حسب رأيه، ضرورة التفكير الجدي في علاج جميع القضايا الاجتماعية التي يعانونها وعلى رأسها الصحة، لكي يعيش هذا المعاق حياة طبيعية دون أن يعكر صفوها أي شيء، وقال "إن فتح باب المستشفيات العمومية للمعاقين الذين لا يتوفرون على بطائق الرميد لا يشكل أي عبء على هذه المستشفيات، خاصة أن فئة كبيرة منهم تحتاج فعلا إلى العلاج والتداوي". وأكد بلاغ، توصلت "المساء" بنسخة منه، أن بعض آباء وأولياء مجموعة من الأطفال المعاقين بالمنطقة يقابلون حين ولوجهم إلى مستشفى محمد الخامس للاستفادة من الخدمات الطبية التي يضمنها لهم الدستور المغربي، بلامبالاة من طرف عدد من المسؤولين بالمستشفى وتعقيد المساطر الإدارية من أجل إجراء الفحوصات الطبية . وأضاف البلاغ أنه يتم رفض تقديم فحوصات للأطفال المعاقين بمركز التشخيص بدعوى عدم الاعتراف ببطاقة الشخص المعاق، علما أن الإدارة السابقة كانت تقدم جميع التسهيلات للمعاقين قصد استفادتهم من العلاج. ويعاني ذوو الاحتياجات الخاصة، سواء في العاصمة الاقتصادية أو في العديد من المدن الأخرى، من مشاكل كثيرة، ومن بين هذه المشاكل التي تؤرق كاهل هؤلاء المعاقين عدم توفر بعض المؤسسات العمومية والخاصة على الولوجيات، ما يجعل تحركاتهم داخل هذه المؤسسات مأمورية صعبة وتزيد من حدة المعاناة التي يتخبطون فيها يوميا، وحاولت «المساء» معرفة رأي إدارة مستشفى محمد الخامس في هذه القضية إلا أنها لم تتمكن من ذلك.