كشفت المعطيات الاستشرافية التي أنجزتها المصالح المعنية بوزارة الصحة عن ارتفاع الإصابة بأمراض السرطان بالمناطق المتواجد بإقليم تارودانت، حيث تتوقع الوزارة أن يصل عدد المستفيدين من المركز المرجعي للصحة الإنجابية والرصد المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم الذي تم تدشينه من طرف الأميرة للاسلمى بإقليم تارودانت نهاية الأسبوع الماضي إلى 82 ألف مستفيدة، ممن تتراوح أعمارهن ما بين 45 و69 عاما بالنسبة للرصد المبكر لسرطان الثدي، وعلى مدى ثلاث سنوات أزيد من 109 ألف مستفيدة ( 30 إلى 49 سنة) بالنسبة للكشف المبكر لسرطان عنق الرحم. وتبعا لذلك عزت مصادر متتبعة للموضوع، أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في هذه المناطق إلى احتمال ارتباط ذلك بالاستعمال المفرط للأدوية في القطاع الفلاحي، الأمر الذي يحتاج بحسب مصادرنا إلى دراسة معمقة وممتدة على سنوات من أجل التأكيد على صلة القطاع الفلاحي بالموضوع، إضافة إلى أن المنطقة استفادت من عمليات التشخيص المبكر، في حين أن مناطق أخرى من المغرب قد تكون نسب الإصابة فيها عالية، إلا أن عدم القيام بالتشخيص المبكر لم يساعد على معرفة نسب الإصابة بها. وفي السياق ذاته ذكرت مصادرنا أن جهة سوس ماسة درعة ستشهد بناء ثلاثة مراكز مرجعية أخرى مماثلة للمركز الذي تم تشينه بمدينة تارودانت، وذلك في كل من مدينة تيزنيت وانزكان وأكادير، حيث أن تكلفة كل مركز تقارب الأربعة ملايين درهم بتمويل من مؤسسة للاسلمى لمحاربة السرطان، كما تم تزويد المركز الاستشفائي المتواجد بدار الحياة بأكادير بجهاز لعلاج السرطان بواسطة الأشعة تبلغ تكلفته عشرة ملايين درهم، وهو ما يؤكد بحسب المصادر ذاتها الانتشار الواسع لحالات الإصابة بالأمراض السرطانية، في مقابل ذلك شددت مصادرنا على أن الأرقام الخاصة بالمصابين تخلق جدلا كبيرا بالنظر إلى كونها غير محددة بشكل مضبوط. ونبهت مصادرنا إلى مؤشر آخر يؤكد ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، وهو أن الغلاف المالي الذي تخصصه مؤسسة للاسلمى للأدوية الخاصة بعلاج السرطان يبلغ سنويا 30 مليار سنتيم تستفيد مدينة أكادير لوحدها من ما يقارب 14 مليون درهم من هذا الغلاف المالي بسبب تقاطر حالات الإصابة على دار الحياة بالمدينة.