في الحوار التالي يتحدث عصام الراقي اللاعب السابق للرجاء عن المفاوضات التي أجراها معه محمد بودريقة رئيس الفريق «الأخضر». وسجل الراقي أن المفتوضات معه جاءت بعد فوات الآوان، مشيرا إلى أنه جدد عقده مع فريق الإمارات، وأبدى رغبته في العودة إلى الرجاء بعد أن ينهي تجربته في الإمارات. الراقي أبدى أسفه لوضعية الرجاء، مشيرا إلى أن الوضعية الحالية لا تشرف الفريق، كما قال إن الفريق في حاجة إلى مدرب صارم كفاخر أو البنزرتي. – كيف تقيم وضعيتك مع فريق الإمارات خلال هذا الموسم؟ لايمكن وصف وضعيتي سوى بالمريحة، خصوصا وأن مسؤولي فريقي الحالي الإمارات لم يألو جهدا في الاستجابة لجميع متطلباتي وتوفير جميع ظروف الممارسة المثالية ما يشجع كل لاعب على بذل قصارى الجهود خلال المباريات، وللتذكير استطعت بمؤازرة من جميع اللاعبين تأمين بقاء النادي بالقسم الممتاز قبل نهاية الموسم الحالي بأربع دورات، بل أكثر من ذلك أكدت لي جميع مكونات فريق الإمارات بأن الأخير يقضي أفضل موسم له، خصوصا في ظل الإكراهات التي واجهها والتي تمكننا من التغلب عليها وأبرزها الغيابات القسرية لعدد كبير من اللاعبين على خلفية تلقيهم للإنذارات، مما أرغم المدرب على التغيير الاضطراري والممنهج للتشكيلة عقب كل مباراة على حدة،بكلمة وضعيتي الاحترافية الحالية أفضل حالا مما كنت أعيشه بالمغرب . – هل قرر مسؤولو نادي الإمارات الإماراتي من جانب واحد تجديد عقدك مع الأخير؟ بالفعل خاصة بعد اقتناعهم بمردوديتي خلال الموسم الجاري ما حدا بهم للمبادرة لإقناعي بتجديد العقد ليمتد لموسم آخر خاصة في ظل العروض التي تلقيتها سواء من أندية سعودية أو إماراتية فضلا عن فريقي الأصلي الرجاء البيضاوي. – هل قبولك تمديد عقد الانضمام مع فريق الإمارات ناجم عن الإغراء المالي الذي عرضه مسؤولو الأخير عليك؟ بالفعل، ولا ضير في الأمر حيث سأتقاضى مبلغا ماليا مغريا يناهز 500 مليون سنتيم مضافا للمبلغ المالي الموقع على أساسه العقد الأصلي. – هذا يفسر عدم ترددك منذ الوهلة الأولى لقبول العرض؟ نعم، وأنت تعلم قصر العمر الافتراضي لاحتراف لاعبي كرة القدم مما يفرض بالدرجة الأولى التفكير المعمق في تأمين المستقبل الاجتماعي سواء الشخصي أو العائلي، شخصيا يبدو لي الأمر فوق كل اعتبار . – هل ربط بك محمد بودريقة رئيس فريق الرجاء البيضاوي الاتصال مباشرة لمفاتحتك في أمر العودة للأخير؟ نعم التقيت به حينما كان مقيما هنا بدولة الإمارات العربية المتحدة وجس نبضي حول موضوع الانضمام من جديد للرجاء، لكن للأسف كان ذلك بعد فوات الأوان، أي كنت وقعت عقد تمديد رخصتي مع فريقي الحالي الإمارات،في الحقيقة كنت سأعود لفريقي الأصلي الرجاء البيضاوي في حال كان عقدي الحالي مفتوحا، إذ تنص إحدى بنوده على ضرورة موافقة مسؤولي فريق الإمارات في حال أبديت موافقة على مغادرة الأخير، أضف إلى ذلك كم يسرني أن أنهي مشواري الاحترافي بفريق من حجم الرجاء. – كيف تعلق على تراجع نتائج الرجاء خلال هذا الموسم بعدما فقد بصفة رسمية كل الحظوظ في التنافس على لقب الدوري الوطني بالموازاة مع خروجه من مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية؟ شخصيا كنت أمني النفس أن يوقع الرجاء على موسم أفضل من الحالي، وأصدقك القول لكم كنت أعتصر ألما من شدة ما لحق جماهير الفريق من حسرة على خروجه المبكر خاوي الوفاض، سواء فيما تعلق بالتنافس على لقب البطولة الوطنية أو إقصائه المر أمام فريق وفاق سطيف الجزائري من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية،كان على لاعبي فريق الرجاء البيضاوي أن ينصب تفكيرهم قبل كل شيء على إرضاء طموح الجماهير التي لم تبخل يوم عن مساندة الفريق، شخصيا أجهل الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تراجع نتائج «النسور» خلال الموسم الحالي، هل للأمر علاقة بمعاناة اللاعبين من الضغط الجماهيري الهادر خلال المباريات أم لدواع أخرى؟ وللمفارقة لم أكن أعر أدنى اهتمام خلال متابعتي لمباريات فريق الرجاء البيضاوي لأداء اللاعبين غير المقنع خلالها بقدر ما كنت أمتع النفس بالأداء الرائع للجماهير بالمدرجات. – هل تابعت المباراة التي واجه خلالها فريق الرجاء البيضاوي منافسه وفاق سطيف الجزائري؟ نعم،أعتبر بأن نتيجة مباراة الإياب بالجزائر كانت مخيبة للآمال وما حز في نفسي أن فريق الرجاء البيضاوي لم يبد بعكس كل التوقعات منافسة شرسة كما عودنا لاعبوه على ذلك. – إلى أي حد يمكن القول بأن مغادرتك للرجاء إلى جانب زميلك محسن متولي قد أثر سلبا على مستوى أداء الفريق؟ أستغلها فرصة من أجل تقديم خالص اعتذاري وأسفي لجمهور فريق الرجاء البيضاوي عقب توالي نتائج الأخير المخيبة للآمال، حسرتي زادت حينما بلغني بأن أنصار الرجاء يطالبون بعودتي لصفوف الأخير مما يعني بأنني تمكنت من ترك بصمتي بالفريق، شخصيا أشاطر جماهير الفريق آلامها، وأسر إليها بأن ظروفي الشخصية لم تسمح لي بتلبية طلبها بالعودة لأحضان الرجاء لأنني مطوق بمسؤولية أخلاقية إزاء عائلتي الصغيرة التي أتوخى تأمين مستقبلها الاجتماعي، بالمقابل أتمنى أن أوقع عقب نهاية الموسم المقبل في كشوفات الرجاء والذي أتمنى أن يعود لسكة الانتصارات من جديد، أمنيتي كذلك أن يقدم مسؤولوه على انتدابات في المستوى، كما أتمنى أن يكون اللاعبون الجدد المتعاقد معهم في مستوى قميص الرجاء، شخصيا « كيبقى فيا الحال» جراء توالي نكسات الأخير خاصة وأننا بفوزنا بلقب وصيف بطل كأس العالم للأندية رفعنا سقف الطموحات عاليا. – كيف تلقيت إقصاء الرجاء من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية أمام وفاق سطيف الجزائري؟ بحسرة كبيرة بطبيعة الحال خاصة وأن الفريق الجزائري ليس بالمنافس القوي، بل يمكن القول بأن الرجاء البيضاوي ضيع فرصة لا تعوض لحسم نتيجة المباراة بالدار البيضاء. – صرح اللاعب فيفيان مابيدي بأن الرجاء أضحى يفتقد للاعبين «رجال»، هل من تعليق؟ لم يكن عليه النطق بكلام مماثل وبالتالي لا حق لديه للتكلم باسم المجموعة، أعتبر تصريحه هروبا غير مسؤول للأمام للتنصل من المسؤولية، أضف إلى ذلك فأمامه فرصة الموسم المقبل لتأكيد بأنه «راجل» (يبتسم). – ألا ترى بأن فريق الرجاء أصبح بعد مغادرة محسن متولي يفتقد للاعب قائد؟ بالفعل أتفق معك. من ترى من اللاعبين قادر على لعب دور القائد الحقيقي؟ قبل الحديث عن اللاعب القائد أرى بالمقام الأول بأن فريق الرجاء بحاجة لمدرب صارم قادر على فرض شروط الانضباط و «المعقول» كما كان عليه الحال زمن المدربين محمد فاخر وفوزي البنزرتي، وهي مناسبة لأهمس في آذان مسؤولي فريق الرجاء من أجل تفادي ظاهرة الاستغناء الممنهج عن المدربين الذي كثيرا ما ساهم في إرباك وضعية الفريق، كما يجب عليهم أن ينيطوا مسؤولية انتداب اللاعبين للمدرب المتعاقد معه لتحميله المسؤولية من بعد وبالتالي تفادي الأخطاء التي ارتكبت بداية الموسم الحالي حينما لم تكن التعاقدات في مستوى طموحات جماهير فريق الرجاء.