آلت مباراة الديربي التي جمعت بين فريقي الرجاء والوداد إلى نتيجة التعادل بهدفين لمثلهما، في مباراة شهدت الكثير من لحظات الإثارة والتشويق التي امتدت إلى الوقت بدل الضائع. لقد مضت 18 سنة بالتمام والكمال لم يسجل فيها الديربي نتيجة التعادل بهدفين لمثلهما، ذلك أن الكثير من المباريات كانت تنتهي متعادلة بالأصفار، وفي أحسن الأحوال بهدف لمثله، لذلك، جاء ديربي أول أمس السبت مختلفا عن الديربيات السابقة، بل إن الجولة الثانية شهدت أداء لافتا من طرف الفريقين وندية كبيرة وبحثا عن إحراز الأهداف، وسط حضور جماهيري صاخب ملأ مدرجات ملعب محمد الخامس، وقدم صورة براقة للجمهور، ولكرة القدم المغربية على حد سواء، إن على مستوى التشجيع أو على مستوى الشعارات التي كان يرددها، أو حتى الرسائل التي كان يوجهها هنا وهناك، وكان الأجمل من كل هذا أننا لم نسمع عن أحداث الشغب التي ظلت تعكر صفو الكثير من المباريات، وبينها مباراة «الديربي». وإذا كانت نتيجة التعادل أبقت سباق التنافس على اللقب مفتوحا، وإن كان الوداد يملك كل الخيوط بين يديه، بما أنه يتصدر الترتيب، إلا أن الجمهور الذي تابع المباراة يستحق تحية إشادة، مثلما يستحقها اللاعبون الذين بللوا أقمصتهم بعرق ساخن، ويستحقها مدربا الفريقين الذين لم يبالغا في التحفظ الدفاعي، الأمر جعل المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات، وجعل الحماس داخلها يكبر، والإثارة تخنق الأنفاس. الديربي 118 هو نموذج للديربيات التي نأمل أن نشاهدها، ذلك أن الفرجة لم تقتصر فقط على المدرجات، وإنما امتدت أيضا إلى عشب الملعب، حيث كان اللاعبون حاضرو البديهة، يعزفون نفس نغمة الجمهور، والرابح هو الديربي الذي لاشك أن قيمته ستزداد، وأيضا الكرة المغربية التي هي في حاجة دائما إلى وداد ورجاء قويين، لا فريقين يتخبطان في المشاكل. بقي فقط أن نذكر أنه إذا كان الوداد سيواصل التنافس على اللقب، فإن الرجاء تنتظره مباراة صعبة يوم الأحد المقبل أمام وفاق سطيف الجزائري في عصبة الأبطال الإفريقية.