سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جوردي إيريو: الاتحاد من أجل المتوسط يمكن أن يكون إطارا للحوار حول تبادل التجارب في الحكم الذاتي برشلونة تعد من بين أفضل المناطق التي يندمج فيها المهاجرون بشكل جيد
قام عمدة برشلونة جوردي إيريو، في الآونة الأخيرة، بزيارة رسمية للمغرب وبشكل خاص لكل من مدينتي الدارالبيضاءوفاس والتقى بعدد من المسؤولين السامين المغاربة. كان من المفترض أن تجري معه «المساء» حوارا مباشرا، غير أن أجندة عمدة برشلونة حالت دون ذلك، فأرسلت إليه «المساء» أسئلة تتعلق بالتعاون الاقتصادي بين المغرب ومنطقة كاطالونيا بشكل عام، و بوضعية الجالية المغربية المقيمة بهذا الإقليم ومدى اندماجها فيه، وعن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب من أجل إيجاد حل لقضية الصحراء المغربية، وماذا يمكن أن تقدم كاطالونيا أو إسبانيا بشكل عام من أجل تقريب وجهات النظر في هذا الإطار. وفيما يلي الأجوبة التي توصلنا بها من جوردي إيريو: - كل زيارة رسمية لها بكل تأكيد هدف، ما هو هدف زيارتكم الرسمية إلى المغرب؟ > الزيارة الرسمية التي قمت بها إلى المغرب تأتي استجابة لدعوات ملحة من طرف كاتب الدولة المغربي المكلف بالجالية بالخارج محمد عامر. كان الهدف الرئيسي من هذه الزيارة الرسمية التي قمت بها إلى المغرب، هو تقوية علاقات التعاون بين برشلونة والمغرب، وبشكل خاص مع مدينتي الدارالبيضاءوفاس. وقمنا بهذه الأخيرة بافتتاح مكتبة متعددة الوسائط ممولة من قبل برنامجنا للتعاون الدولي. خلال هذه الزيارة أيضا قمنا بالتوقيع على اتفاقية لإحداث مقر المركز الثقافي المغربي ببرشلونة، وهو المركز الأول من نوعه ضمن خمسة مقرات سيحدثها المغرب بأوربا. أنا ممتن جدا لهذا الامتياز الذي منحنا إياه المغرب باختيار برشلونة لاحتضان أول مركز ثقافي بأوربا. - هل تعتقدون أنكم حققتم أهدافكم من هذه الزيارة؟ > أعتقد أننا بالفعل حققنا تلك الأهداف، كانت الزيارة بناءة ومثمرة بالنسبة للجانبين. أحب أن أركز بشكل خاص على مشروع التعاون، الذي سننجزه مستقبلا بطنجة، عن طريق مؤسسة «برشلونة للتضامن»، من أجل استعادة الإرث المعماري للمدينة. وفضلا عن ذلك وقعنا على اتفاق مع جمعية ابن بطوطة الثقافية من أجل إحداث مدرسة-محترف متخصص في استعادة الإرث التاريخي. وإضافة إلى التوقيع على اتفاق من أجل إحداث مركز ثقافي مغربي ببرشلونة، جددنا اتفاقيات التعاون والصداقة مع فاسوالدارالبيضاء. - العلاقات الاقتصادية بين كاطالونيا والمغرب جيدة، إذ إن عدد الشركات الكاطالانية العاملة في المغرب يؤكد ذلك. نريد أن نعرف بالتحديد ما هي المشاكل التي تعترض مثل هذه الشركات؟ وكيف يمكن رفع حجم الاستثمارات الكاطالانية بالمغرب؟ > العلاقات الاقتصادية والتجارية بين كاطالونيا والمغرب عميقة وقوية. المغرب هو سوق مليء بالفرص والتحديات بالنسبة للشركات الكاطالانية، وهو الأمر الذي يتطلب إبداع حلول من أجل الاستمرار في الإنتاج والقيام بالأنشطة الاقتصادية بالرغم من الأزمة العالمية. إن الاستثمار في التكوين والتخصص التقني يعدان من بين أهم مفاتيح تعزيز الحضور الاقتصادي لكاطالونيا بالمغرب. - تعيش بكاطالونيا جالية مغربية مهمة، هل هي مندمجة بشكل جيد؟ وما هي المشاكل (خاصة الثقافة، اللغة والدين...) التي قد تحول دون هذا الاندماج؟ > قامت مؤسسة صناديق التوفير (Cajas de Ahorro) سنة 2008 بإجراء دراسة حول المهاجرين وحول المواطنين الجدد. وهذه الدراسة تقوم بتحليل وضعية المهاجرين بعدة دول. وخلصت الدراسة إلى أن برشلونة تعد من بين أفضل المناطق التي يندمج فيها المهاجرون بشكل جيد وذلك بفضل النموذج الإدماجي الذي تتبعه المدينة. برشلونة هي مدينة تعمل عن قرب من أجل احترام الاختلاف والتآزر. إن الإدماج يخلق روح المواطنة. ومن بين المميزات التي تمتاز بها المدينة والتي أبرزتها الدراسة، هي عمل مدينة برشلونة على إدماج كل الجاليات الجديدة في المؤسسات والمصالح المتواجدة، باعتماد شبكة علاقات فريدة بالنسبة لكل المواطنين بغض النظر عن أصلهم. أعتقد أن اهتمام كل شخص هو أين يعيش وأين يعمل وهو يتمتع بكل حقوقه ويلتزم بكل واجباته، وكل هذه الأمور تنبع من كونه مواطنا يتمتع بكل حقوق المواطنة. وانطلاقا من هذا التحليل يلاحظ أن الجالية المغربية التي تمثل ببرشلونة 4.9 في المائة من المهاجرين، هي الأكثر اندماجا في المجتمعات المحتضنة لها. وهي الجالية التي تظهر اهتماما كبيرا بالشأن المحلي وهي جالية فاعلة اجتماعيا. - باعتباركم عمدة برشلونة كيف ترون المبادرة المغربية من أجل حل قضية الصحراء؟ وماذا يمكن أن تقدم كاطالونيا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بها؟ > أعتقد أن مشروع الحكم الذاتي بالصحراء المقدم من قبل الحكومة المغربية يعد خطوة إلى الأمام من أجل إيجاد حل بناء ونهائي لنزاع دام أكثر من 30 سنة. أتمنى أن تحدث هذه المبادرة تغييرا جوهريا لحل النزاع. أعتقد أن وزير الشؤون الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، يقوم بعمل ديبلوماسي دؤوب وجاد على أعلى المستويات، في مجال الوساطة والحوار. إن إسبانيا تدعم الطرفين بهدف مواصلة التفاوض في إطار الأممالمتحدة، ونحن على ثقة في إيجاد حل متفاوض بشأنه قريبا لهذا النزاع. - تعد إسبانيا إحدى الدول التي طبقت بنجاح نموذج الحكم الذاتي منذ اعتماد دستور 1978، هل هذا النموذج «قابل للتصدير» أم أن كل بلد يتعين عليه أن يقيم نموذجه الخاص به؟ > من المؤكد أن الحكم الذاتي بإسبانيا أعطى، فضلا عن اللامركزية وتقوية السلط المحلية والجهوية، دفعة قوية للديمقراطية الإسبانية. أنا مقتنع بأن الاتحاد من أجل المتوسط يمكن أن يكون إطارا للحوار الملائم من أجل تبادل التجارب كتجربة إسبانيا في الحكم الذاتي. يمكن أن يكون النموذج الإسباني مثالا أو مرجعا، ولكن أعتقد أن كل بلد يمكنه أن يبني نموذجه الخاص به باحترام تاريخه، وتقاليده، وطريقة تفكيره، من أجل تقوية نظامه الخاص. من الأهمية بمكان الأخذ بعين الاعتبار دائما نقطة البداية من أجل تحديد، بكل دقة، نقطة الوصول. - يفكر المغرب في إنشاء «دار المغرب» بكاطالونيا، ومنذ سنوات أنشأت الحكومة الكاطالانية «دار كاطالونيا»بالدارالبيضاء، لكن المشروع فشل. لماذا؟ وألا تعتقدون بأنه حان الوقت من أجل إعادة خلق تلك الدار سواء بالدارالبيضاء أو أي مدينة أخرى من أجل مواكبة الحضور الاقتصادي لكاطالونيا بالمغرب، ونشر الثقافة الكاطالانية؟ > يمكن أن يجيب عن هذا التساؤل بكل دقة ووضوح الحكومة الكاطالانية. بالنسبة لكاطالونيا، العلاقات الاقتصادية مع المغرب العربي هي محور استراتيجي وذات أولوية، والدليل على ذلك الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الكاطالانية خوسي مونتيا للجزائر، أو تلك التي قام بها للمغرب سنة 2008. تتوفر كاطالونيا على شبكة واسعة من المندوبيات في الخارج التي تعد محورية من أجل الدخول إلى أسواق جديدة وإقامة علاقات اجتماعية وثقافية وإنسانية. ولنفس الغاية وبتنسيق مع الحكومة الكاطالانية، قامت برشلونة بتقوية شبكتها الدولية عبر قنصليات البحر «Consulados del Mar». لقد قمنا بتوظيف رمزي لاسم مؤسسة دولية من القرون الوسطى من أجل إبراز القيمة والأهمية التي كانت لبرشلونة في العلاقات الدولية عبر قرون. وقيمة برشلونة ومحوريتها تقوت باختيارها بالإجماع لكي تحتضن مقر الأمانة الدائمة للاتحاد من أجل المتوسط.