حالة من القلق والترقب والغضب تسيطر على جماهير فريق الجيش الملكي، ليس فقط بسبب الوضعية السيئة التي يعيشها الفريق هذا الموسم بعدما أصبح ضمن المهددين بالنزول إلى القسم الثاني، لكن أيضا بسبب التداول القوي لموضوع إمكانية نقل الفريق العسكري صوب مدينة أخرى. مجموعة من جمعيات عشاق الجيش الملكي، من ضمنها جمعية «جمهور العاصمة» أصدرت بلاغا حذرت فيه من «إبادة» الفريق، وعبرت عن رفضها التام لأي مخطط يروم تحويل الجيش من فريق معروف ينافس على الألقاب إلى مجرد فريق عادي يستقبل ضيوفه خارج العاصمة الرباط. تخوف جمعية «جمهور العاصمة» له ما يبرره، فموضوع نقل الجيش خارج العاصمة الرباط وتحويله إلى مدينة أخرى عاد ليُتداول في الكواليس مرة أخرى، بعد الضجة التي أثارها الأمر في مطلع 2009 عندما تم الحديث عن قرب نقل الجيش الملكي من الرباط صوب مدينة العيون. جمهور الجيش يتخوف اليوم من أن يتكرر ما حدث مع فريق القوات المساعدة، الذي كان يلعب بمدينة بنسليمان في القسم الأول، قبل أن ينتقل إلى العيون ويتغير اسمه إلى شباب المسيرة. كيفما كانت أسباب أو دوافع التفكير في إبعاد الجيش الملكي عن الرباط، فإن ذلك يعني «إبادة» فريق عريق صنع أسماء كبيرة لن ينساها تاريخ كرة القدم المغربية كمحمد التيمومي وعبد السلام الغريسي وعبد الرزاق خيري والراحل عبد القادر البرازي وعلال بنقسو وخليفة ولحسن أنافلوس وإدريس باموس وعبد الكريم الحضريوي، وغيرها من الأسماء الكبيرة التي لا يسع المجال لذكرها. الجيش الملكي يبقى من ثوابت كرة القدم الوطنية إلى جانب الوداد والرجاء وفرق أخرى حازت على العديد من الألقاب الوطنية والقارية، والحديث عن إمكانية تحويله صوب مدينة أخرى سيكون بمثابة «جريمة» في حق هذا النادي، الذي يبقى أول فريق مغربي شارك في مسابقة إفريقية سنة 1968 عندما بلغ دور نصف النهاية، كما كان الجيش أول فريق مغربي يتوج بلقب إفريقي عام 1985 عندما فاز بكأس إفريقيا للأندية البطلة. الجيش الملكي، الذي فاز ب 12 لقبا للبطولة الوطنية والذي حل وصيفا للبطل سبع مرات، الفريق الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كأس العرش (11 مرة) والذي فاز بكأس إفريقيا للأندية البطولة وكأس «الكاف»، لا يمكنه أن يتحول من فريق يحمل ثقافة الألقاب ويتوفر على قاعدة جماهيرية مهمة في الرباط وسلا والمدن المجاورة، إلى مجرد فريق عاد. يبدو أن الجيش الملكي في حاجة اليوم إلى تغيير جذري، حتى يصير فريقا يُسير بطريقة عصرية واحترافية، الجيش في حاجة إلى مسؤولين جدد يحسنون تدبير شؤون الفريق، الذي يوجد اليوم في وضعية لا تليق بسمعته وتاريخه وألقابه.