أعلن الناخب الوطني بادو الزاكي عن اللائحة الأولية للمنتخب الوطني لكرة القدم، الذي سيلاقي في متم مارس الجاري منتخب الأورغواي في إطار برنامج المباريات الودية التي سطرها الزاكي. وكان لا بد أن تحرك هذه اللائحة تعاليق الكثيرين مدربين وإعلاميين ومهتمين بحال منتخب الكرة، الذي دخل مرحلة إعادة البناء بعد فترة الفراغ التي عاشها. وكان لا بد أن نسمع ونقرأ أكثر من تعليق عن أسباب وخلفية الاختيار. لكن الأمانة تفرض أن نتحدث عن هذه اللائحة بنفس الخلفية التي تكون قد حركت الناخب الوطني لاختيارها. أي أننا وجب أن نستحضر كل الظروف التي عاشها الزاكي وهو يعد العدة لهذه اللائحة، بعد زياراته المتعددة، ولقاءاته مع جل لاعبي المنتخب الوطني، وتتبعه لمردودهم التقني رفقة فرقهم . وهي اللائحة التي حافظت في نسبة محترمة منها على الهيكل العام للمنتخب، وأضافت له عناصر جديدة يمكن أن تعطي تلك الإضافة التي ينتظرها الزاكي، ومعه كل عشاق منتخب الكرة. لكن الذي يجب أن نستحضره في قراءتنا لهذه اللائحة، هو أننا أمام منتخب وطني كان قد أعد العدة للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015، قبل أن يتقرر طلب تأجيلها مع ما رافق هذا الطلب من إبعاد للمجموعة المغربية من المشاركة. ونحن أمام منتخب تلقى ضربة موجعة من قبل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي قالت في عقوبتها إنه لن يشارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا لسنتي 2017 و2019. وهو ما يعني أن الزاكي كان في وضع لا يحسد عليه. كيف يحافظ على مجموعة تدربت وخاضت عددا من المباريات الودية، لتجد نفسها مبعدة من المنافسة حاضرا ومستقبلا. لذلك وجب أن نعتبر لائحة الزاكي الحالية، خصوصا ما يتعلق منها بالوجوه الجديدة التي نودي عليها، هي لائحة ما بعد عقوبات «الكاف». اللائحة التي يفترض أن يتم التعامل معها على أساس أن أولى الاستحقاقات التي تنتظرها ليس كأس أمم إفريقيا 2017، ما لم تسقط عقوبات عيسى حياتو، ولكن ما ينتظرها هو تصفيات كأس العالم المقرر في روسيا صيف 2018. حسابيا، لا يفصلنا عن كأس العالم إلا سنتان وبضعة أشهر. لكن لا يفصلنا عن بداية التصفيات لمونديال روسيا، إلا بضعة أشهر. فالكونفدرالية الإفريقية حددت بداية شهر شتنبر 2015 لانطلاق أولى المباريات التي ستتوزع خلالها المنتخبات الإفريقية غلى مجموعات سيقتطع فيها المنتخب الذي يحتل الصف الاول تذكرة المونديال، فيما سيقتطع المنتخب الثاني تذكرة «الكان». وما دام أمر الكأس الإفريقية لم يعد يعنينا، فالضرورة تفرض على الزاكين وعلى منتخب الكرةن التركيز على مقعد لمونديال روسيا 2018. ثم قبل هذا وذاك، فالمباراة المقررة أمام منتخب أورغواي يجب ألا تخرج عن إطارها الودي والتجريبي. لذلك لا يجب النظر للنتيجة على انها هي الهدف في حد ذاته، فيما وجب التركيز على أداء المجموعة وتجريب اللاعبين الجدد الذين يمكن يحملوا معهم فائض القيمة المنتظر. بقي فقط ان نقول إن دعوة اللاعب خرجة لصفوف المنتخب، بعد إبعاده لسنوات، لا يمكن النظر إليها إلا كرد للاعتبار لواحد ممن صنعوا رفقة الزاكي ملحمة تونس 2004. وكل الأمل هو أن يكرر خرجة ما صنعه من قبل.