قال مصدر مطلع ل«المساء» إن تورط جمركي في تسهيل عبور كميات مهمة من مخدر الشيرا نحو الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق، وحجز أطنان من المخدرات من طرف سلطات ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني، كشف عن تورط رجال جمارك آخرين. وأوضحت تحقيقات سرية بأن الجمركي المتورط (ع.ب)، وهو تقني تابع لإدارة الجمارك بميناء طنجة المتوسط، تواطأ رفقة اثنين من موظفي ميناء طنجة المتوسطي، إذ كانوا يراقبون جهاز «السكانير» عن قرب أثناء مرور الشاحنة المشبوهة، القادمة من إحدى ضيعات مدينة أكادير، والتي كانت تقل شحنة كبيرة من المخدرات، قبل أن يتم ضبطها من قبل الحرس المدني الإسباني. وأضاف مصدر «المساء» أن النيابة العامة بطنجة قررت متابعة الجمركي في حالة اعتقال، بعد اتهامه بتسهيل عبور كميات ضخمة من المخدرات. في السياق ذاته، أوضح المصدر نفسه أن الأمر يتعلق بشبكة دولية تضم عناصر تعمل بالميناء المتوسطي بطنجة وتقنيين بمديرية الجمارك، إضافة إلى موظفين وعاملين في الحرس المدني الاسباني. وقامت مديرية الجمارك بتفعيل إجراء تأديبي في حق الجمركي، إذ تم تنقيله تأديبيا للعمل بمدينة أكادير بعد الاستماع إليه من طرف مجلس تأديبي. غير أن التحقيقات الداخلية الموازية والمرتبطة بملف القضية لم تتوقف طول هذه المدة، إذ استمرت بشكل سري لما بعد تنفيذ قرار التنقيل، وقد تمت في نهاية المطاف إحالة الملف على النيابة العامة المختصة بمدينة أكادير، لكن هذه الأخيرة قامت بإرجاع الملف من جديد إلى النيابة العامة بطنجة لعدم الاختصاص الترابي، لكون هذه الأحداث جرت داخل نفوذ الدائرة القضائية بطنجة وليس بمدينة أكادير. وباشرت فرقة محاربة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة الأبحاث، وبعد إنهائها البحث الذي أجرته مع الجمركي حول قضية تهريب ثمانية أطنان من المخدرات عبر ميناء طنجة المتوسط، قامت بتقديم المشتبه في تواطئه مع المهربين أمام النيابة العامة، نهاية الأسبوع المنصرم، قبل أن يحال الملف على قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية، الذي أمر بإيداع المتهم بالسجن المحلي لطنجة، وحبسه احتياطيا على خلفية التحقيق الجاري حول هذه القضية.