غادرت بعثة الرجاء أمس الأول الخميس، المغرب مطار محمد الخامس، إلى الكونغو برازافيل، استعدادا لمواجهة فريق الشياطين السود، برسم إياب الدور التمهيدي لدوري عصبة الأبطال الإفريقية. ووصل الفريق إلى الكونغو، وبالضبط إلى مدينة "بوانت نوار"، في حدود الساعة 4.45 بتوقيت غرينتش، حيث توجه مباشرة إلى فندق الإقامة. غيابات كثيرة وأجري الرجاء أمس الجمعة بداية من الساعة الخامسة عصرا (بتوقيت المغرب)، أول حصة تدريبية له، على أن يجري ثاني حصة تدريبية له بالملعب الرسمي، الذي سيحتضن المباراة، في تمام الساعة 11 صباحا من اليوم السبت. ولم يرافق عبد الإله الحافيظي، لاعب الرجاء الفريق إلى الكونغو برازفيل، حيث يواجه «الشياطين السود» في إياب الدور التمهيدي لعصبة الأبطال الإفريقية. وأصيب الحافيظي في مباراة الرجاء الأخيرة ضد أولمبيك آسفي، لكن الفحوصات الطبية التي أجراها اللاعب بينت أنها إصابة خفيفة، وأن مدة غيابه لن تستمر لأكثر من أسبوع، حيث سيمكنه بعدها استئناف اللعب. وينظاف غياب الحافيظي إلى غيابات أخرى حرمت الفريق من العديد من لاعبيه، من بينهم أحمد شاغو، الذي كان أصيب في مباراة الفريق ضد الدفاع الجديدي وياسين الصالحي الذي تعرض لكسر في الأنف في مباراة الرجاء ضد المغرب التطواني، وفي نفس المباراة كان أصيب صلاح الدين عقال، الذي لم يكتمل شفاؤه بعد، كما هو الحال بالنسبة لرشيد السليماني، الذي يغيب عن الفريق منذ مباراة الديربي. هل يكون الإياب مريحا؟ وبعد فوزه العريض في مباراة الذهاب بأربعة أهداف لصفر، يتطلع الرجاء إلى مشاركة مشرفة هذه المرة بعد خروجه المفاجئ الموسم الماضي من دور سدس عشر النهاية أمام حوريا كوناكري الغيني، علما أنه غاب في 2013 وخرج في 2012 من الدور التمهيدي عقب خسارة ثقيلة أمام فريق بيريكوم تشيلسي الغاني بخماسية نظيفة ذهابا، تلاها فوز غير كاف للرجاء إيابا بثلاثة لصفر. ويرغب الرجاء في العودة بقوة على الواجهة الإفريقية، خاصة أنه لم يبلغ دور المجموعات منذ سنة 2011 عندما خرج من المنافسات في مجموعة ضمت إنييمبا النيجيري والهلال السوداني والقطن الكامروني. ويراهن الفريق «الأخضر» على الحفاظ على مكسب الذهاب والعودة إلى الدارالبيضاء ببطاقة التأهل وبدون خسائر، خاصة أن الفريق الكونغولي سيلعب باندفاع بدني كبير أمام جماهيره وسيسعى إلى بلوغ المرمى بكل الطرق. الحذر…واجب تبدو مباراة الشياطين السود والرجاء يوم الأحد المقبل مجرد لقاء شكلي بالنسبة إلى الفريق «الأخضر» في نظر العديد من المتتبعين، بالنظر إلى النتيجة الكبيرة التي حققها الرجاء في مباراة الذهاب بالدارالبيضاء بفوزه برباعية بيضاء. الرجاء سيرحل إلى الكونغو بارزافيل للحفاظ على مكسب مباراة الذهاب وسيلعب من أجل تفادي أي مفاجآت محتملة هناك، خاصة أنه يجب توقع أي شيء في الرحلات الإفريقية للفرق المغربية، بما في ذلك المضايقات التي تتعرض لها الوفود المغربية هناك والقرارات التحكيمية التي تكون جائرة في مجموعة من الأحيان. وسيكون الرجاء مطالبا باللعب بحذر أمام خصم كونغولي سيجرب جميع الطرق لبلوغ مرمى خالد العسكري، خاصة في الشوط الأول من المباراة، وهنا يجب على المدرب البرتغالي جوزي روماو أن يستفيد من الخبرة الإفريقية للاعبين أمثال محمد أولحاج وهيلير كوكو لامتصاص حماس لاعبي فريق الشياطين السود، الذين سيحاولون تسجيل هدف مبكر للإيمان بحظوظهم. عين على الخصم على عكس مباراة الذهاب التي واجه فيها الرجاء فريقا مغمورا، أصبح نادي الشياطين السود مكشوفا أمام الطاقم التقني ولاعبي الرجاء بعد أن التقى الفريقان في مباراة الذهاب. رغم الحصة العريضة التي انهزم بها الفريق الكونغوليبالدارالبيضاء، إلا أنه تمكن من خلق بعض المتاعب للرجاء في مباراة الذهاب، كما أنه كان يسير نحو إنهاء المباراة بهدفين لصفر، لولا تلقي شباك الحارس الكونغولي لهدفين متتاليين في الوقت الضائع من المباراة. وسجل عادل كروشي وعبد الجليل جبيرة في الدقيقتين 91 و93، وهما الهدفان اللذان أراحا الجماهير الرجاوية التي كانت متخوفة من انتهاء المباراة بهدفين لصفر، خاصة أن تجارب سابقة للفرق المغربية أثبتت أن الفوز بفارق هدفين أو حتى ثلاثة قد لا يكون كافيا، كما حصل سابقا مع الجيش الملكي الذي لم ينفعه فوزه بالرباط على فريق برايا من جزر الرأس الأخضر بثلاثية، وغادر المنافسات بعد هزيمته إيابا بنفس الحصة بعد أن لجأ الفريقان بعدها إلى الضربات الترجيحية. وأسس فريق الشياطين السود سنة 1950 ويعتبر الفريق الأم لمهاجم الوداد البيضاوي فابريس أونداما. توج الفريق بلقب الدوري الكونغولي 8 مرات سنوات 1961 و1966 و1977 و1992 و2004 و2007 و2009 ثم 2011، ويعتبر ثالث فريق أكثر تتويجا بلقب الدوري المحلي بعد فريقي النجم الكونغولي وكارا برازافيل. وفاز فريق الشياطين السود بلقب كأس الكونغو ست مرات سنوات 1989 و1990 و2003 و2005 و2012 ثم 2014. التألق المحلي يقابله تواضع إفريقي. ففي كأس إفريقيا للأندية البطلة وصل خصم الرجاء إلى دور ربع النهاية عام 1966، لكنه غادر مبكرا في 1977 و1992، ونفس الشيء في كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس حيث خرج في 1990 و1991 من الدور الأول. في دوري أبطال إفريقيا، خرج الشياطين السود من الدور التمهيدي سنة 2005 على يد الأسهم الحمراء الزامبي، وحدث نفس الأمر سنة 2008 أمام إنييمبا النيجيري حيث خسر ذهابا بأربعة لواحد وفاز إيابا بثلاثة أهداف لاثنين. سنة 2010 خرج الفريق الكونغولي من الدور التمهيدي أمام وفاق سطيف الجزائري، إذ فاز ذهابا بثلاثة أهداف لاثنين في مباراة سجل فيها فابريس أونداما هدفا، بينما انتهت مباراة الإياب بفوز الفريق الجزائري بهدفين دون رد. في 2012، خرج الشياطين السود من نفس الدور أمام أكاديمية أمادو ديالو الإفواري عقب خسارته ذهابا وإيابا بهدف لصفر، وفي الموسم الماضي أقصي من الدور التمهيدي من جديد أمام فلامبو البوروندي. نتائج مخيبة لا يجب على فريق الرجاء أن يسقط في أخطاء سبق له أن وقع فيها في الماضي، عندما اختلطت عليه الأوراق وتشتت تركيز اللاعبين بين البطولة والمنافسات الإفريقية. الرجاء الذي ظهر بصورة باهتة في آخر مباراتين بعد خسارته في عقر دار أمام الدفاع الجديدي وتعادله بآسفي، سيرحل إلى الكونغو تاركا خلفه نتائج البطولة، وعليه أن يخوض مباراته بدون التفكير في المواعيد الوطنية القادمة، خاصة أنه سيرحل لمواجهة أولمبيك خريبكة في الدورة الثانية والعشرين من البطولة نهاية الأسبوع المقبل (الشبت 7 مارس)، على أن يستضيف حسنية أكادير مساء الثلاثاء 10 مارس في مؤجل الدورة الواحدة والعشرين. بما أنه حقق نتيجة كبيرة ذهابا، سيحاول الرجاء أن يلعب الأحد المقبل في الكونغو باقتصاد وأن يتجنب قدر المستطاع الإصابات التي قد تؤثر على عطاء لاعبيه وتغيبهم عن المواجهات المقبلة التي ستكون حاسمة في البطولة. ويراهن الرجاء على الموسم الحالي للعودة بقوة في دوري أبطال إفريقيا، خاصة بعد خروجه المخيب الموسم الماضي من دور سدس عشر النهاية أمام حوريا كوناكري الغيني بالضربات الترجيحية. وغاب الرجاء عن دوري أبطال إفريقيا في 2013، وقبل ذلك بعام أقصي من الدور التمهيدي على يد فريق بيريكوم تشيلسي الغاني عندما خسر ذهابا بخماسية نظيفة وفاز إيابا بثلاثة لصفر. آخر مرة بلغ فيها الرجاء دور المجموعات، كانت في 2011، عندما تخطى توربيون التشادي وملعب باماكو المالي وأسيك أبيدجان الإفواري، قبل أن يصل إلى دور المجموعات، إذ حل أخيرا في المجموعة الأولى بثلاث نقاط فقط خلف إنييمبا النيجيري والهلال السوداني والقطن الكامروني، من ثلاث هزائم وثلاث تعادلات. في 2010 أقصي الرجاء من سدس عشر النهاية بعد هزيمته أمام بيترو أتلتيكو الأنغولي، علما أنه غاب بين 2007 و2009، وخرج من دور الثمن في 2006 أمام شبيبة القبائل الجزائري. وتبقى أفضل مشاركة للرجاء في العقد الأخير هي وصوله إلى دور نصف النهاية سنة 2005، عندما انهزم ذهابا وإيابا أمام نجم الساحل التونسي بهدف دون رد، علما أنه تأهل من مجموعة ضمت الأهلي المصري وإنييمبا النيجيري وأجاكس كيب تاون من جنوب إفريقيا.