في تاسع دجنبر من سنة 1979، تعرض المنتخب الوطني لكرة القدم لهزيمة قاسية أمام نظيره الجزائري بخمسة أهداف لواحد، ضمن تصفيات الألعاب الأولمبية لموسكو 1980، وهي الهزيمة التي دفعت في ذلك الوقت الراحل الحسن الثاني إلى أن يعلن وفي مجلس وزاري عن إمساكه بملف كرة القدم، خصوصا وأن الهزيمة الكبيرة جاءت في ظرفية سياسية واقتصادية صعبة، ووسط أجواء مشحونة سياسيا بين المغرب والجزائر. في 7 يناير من سنة 1980 عقد الحسن الثاني مجلسا وزاريا لدراسة مشاكل كرة القدم والرياضة بشكل عام، ومن بين الاقتراحات التي رفعت للملك الحسن الثاني في ذلك الوقت حسب ما حكى الراحل عبد العزيز المسيوي هو إيقاف الممارسة لمدة سنة، بيد أن الراحل الحسن الثاني «انتفض» ضد هذا المقترح، معتبرا إياه غير معقول، بل إنه رد على صاحب الاقتراح بالقول:» ولمن ستقال يوم الأحد ألاربيط أمسخوط الوالدين». هذه الواقعة التي ظلت تتناولها الألسن منذ زمن بعيد تكشف الأهمية التي تحظى بها كرة القدم، سواء لدى القائمين على تدبير شؤون البلاد، أو لدى الشعب، سواء كوسيلة لامتصاص الاحتقان الاجتماعي و السياسي، أو كرياضة لها عشاقها والمهووسون بها، فكرة القدم أخرجت المغاربة إلى الشوارع في لحظات فرح مازالت موشومة في الذاكرة، كما أن ما تستقطبه مباريات الكرة اليوم من جماهير بشكل أسبوعي لا تستقطبه أية أنشطة أخرى في الكثير من المجالات. لقد ظل موعد البطولة الوطنية لكرة القدم ثابتا منذ بزوغ فجر الاستقلال، ووقعت أحداث دامية في المغرب، بينها محاولتين انقلابيتين تعرض لهما الراحل الحسن الثاني، ومع ذلك لم يتم توقيف البطولة، بل ولم يلوح أي أحد بذلك، كما أنه في السنوات الأخيرة وقعت أيضا أحداث جسام، ومع ذلك لم تتوقف البطولة، ولم يلوح أي مسؤول بذلك. نسرد هذه الواقعة لمسؤولي الشأن الكروي الحاليين ولرئيس الجامعة فوزي لقجع الذي هدد بتوقيف البطولة، علهم يستوعبون الدروس ويدركون أن كرة القدم ومباريات المنتخب الوطني والفرق والبطولة بمختلف أقسامها خبز يومي للكثير من المغاربة المهووسين بالرياضة، وبكرة القدم على وجه الخصوص، علهم في المرة المقلبة يفكرون جيدا قبل أن يجدوا أنفسهم ضحايا تعليمات ووشوشات، من شأنها أن تفسد اللعبة.