يبدو أن زيارة المبعوث الأممي كريستوفر روس لمخيمات تندوف لم ترق إلى ما كانت تطمح إليه الجبهة من وعود لتوسيع صلاحيات بعثة «المينورسو» ومعاكسة المغرب في ترخيصه للاستثمارات الأجنبية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، إذ مباشرة بعد نهاية زيارة روس هاجمت قيادة الجبهة عودة التقارب الفرنسي المغربي الجديد وحذرت من عودة ما أسمته «الدعم الفرنسي في تعطيل العديد من القرارات الدولية الخاصة بقضية الصحراء، والتي تعاكس الموقف المغربي». وزاد التقارب بين المغرب وفرنسا في الآونة الأخيرة، بعد عودة الدفء إلى العلاقات بين البلدين، التي عانت من الجمود طيلة سنة تقريبا، من مخاوف البوليساريو، التي تعتبر فرنسا سببا في تعطيل القرارات الدولية التي لا تكون في صالح المغرب. وتزامن التقارب الفرنسي المغربي مع اقتراب موعد انعقاد مجلس الأمن الدولي، وهو ما يجعل قياديي الجبهة يتوقعون قرارات أممية لا تخدم الأطروحة الانفصالية. في سياق متصل، تأمل الجبهة بأن تدفع عودة العلاقات بين الجزائروفرنسا إلى دفع الدبلوماسية الفرنسية إلى تليين مواقفها في الهيئة الدولية، وعدم معارضة مقترح توسيع مهمة «المينورسو» لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، إذ مباشرة بعد انتهاء زيارة روس للمخيمات، انتقل وفد من جبهة البوليساريو إلى الجزائر العاصمة للقاء الدبلوماسيين الجزائريين، وعلى رأسهم وزير الخارجية رمطان لعمامرة، للتشاور حول المواقف التي يجب أن تتبناها الجبهة قبل موعد أبريل القادم في مجلس الأمن. ودفع اقتراب الموعد الأممي لمناقشة قضية الصحراء جبهة البوليساريو إلى توسيع حملاتها الدبلوماسية في كل من إسبانيا وبريطانيا والسويد، في الوقت الذي كان قياديو الجبهة يراهنون على الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا لتليين مواقف باريس في أروقة الأممالمتحدة، غير أن عودة الدفء إلى العلاقات بين المغرب وفرنسا أثار مخاوف البوليساريو، وهو ما دفعها إلى مهاجمة ما تصفه بالموقف الفرنسي المنحاز للمغرب.