شكل تصريح وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، حول الصحراء المغربية صفعة قوية للدبلوماسية الجزائرية ولجبهة البوليساريو التي رأت فيه انحيازا كليا للمغرب. واعتبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب جدير بأن يناقش بجدية، مؤكدا بأن خيار الاستفتاء الذي تدافع عنه الجزائر والبوليساريو أثبت فشله لحد الآن. وأضاف كوشنير في تصريح لأسبوعية جون أفريك بأن فرنسا مثل مجلس الأمن، ترى أن المقترح المغربي مثيرا للاهتمام، وجدير بأن يناقش بجدية. وعبّر كوشنير عن رغبته في أن تصل جهود الأممالمتحدة إلى اتفاق بين المغرب والجزائر؛ يتوج بطي نهائي للملف الذي يسمم العلاقات بينهما. وأثار الموقف الفرنسي ردود فعل لدى الجزائر وجبهة البوليساريو التي ندّدت به، في بيان لها، بتصريحات كوشنير التي وصفتها بأنها تعبر عن ما زعمت أنه انحياز أعمى للمغرب. لكونه يعد موقفا مستفزا لها. ويأتي الموقف الفرنسي أياما قليلة بعد تسريب مشروع تقرير لجنة البرلمان الأوربي إلى الصحراء، إلى الصحافة الإسبانية، والذي استغلته الجزائر والبوليساريو لشن هجمة ضد المغرب، وللضغط على البرلمان الأوربي من أجل التدخل في الصحراء، والعمل على توسيع عمل بعثة المينورسو ليشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. وهو ما يرفضه المغرب ويعتبره مناقضا لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في .1991 ومن شأن الموقف الفرنسي بحسب مراقبين أيضا أن يؤشر على الإعداد الذي باشره المبعوث الأممي الجديد كريستوفر روس بشأن الجولة الخامسة من المفاوضات، والتي قد تتأجّل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر المزمع تنظيمها في 9 من أبريل المقبل. وتعد الجزائر المنشغلة حاليا بالانتخابات الطرف الأساس في النزاع حول الصحراء المغربية. يذكر أن وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية كانت قد جددت التأكيد على أن مخطط الحكم الذاتي يعد +أساسا للمفاوضات من أجل التوصل إلى حل معقول متفاوض بشأنه بين الأطراف في إطار الأممالمتحدة؛، وذلك بمناسبة زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، كريستوفر روس إلى باريس، شهر فبراير الماضي. وكانت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية ذكرت بأنه بتبني القرار 1813 في شهر أبريل من سنة ,2008 فإن مجلس الأمن دعا الأطراف إلى التحلي بالواقعية وروح التوافق، من أجل السماح للمفاوضات بالدخول في مرحلة مركزة وجوهرية.