لم يكتف نجل معمر القذافي بتشغيل سائق خصوصي ضدا على مقررات الكتاب الأخضر، بل قام بجلد السائق المغربي في جنيف تنص فقرات الجزء الاجتماعي من الكتاب الأخضر الذي يعد دستور الجماهيرية الليبية على منع التعامل مع السائقين الخصوصيين، ويعتبر في الفصل الذي يحمل عنوان «السيارة لمن يقودها» على رفض تكريس وجه آخر للعبودية من خلال انتداب سائقين مهمتهم قيادة سيارات الأسياد، لكن مضامين الكتاب الأخضر تستثني سائقي أسرة العقيد، بل إن نجل معمر القذافي لم يكتف بتشغيل سائق خصوصي ضدا على مقررات الكتاب الأخضر، بل قام بجلد السائق المغربي في جنيف، وهي القضية التي استأثرت باهتمام الصحافة الأوربية وكادت تحدث شرخا في العلاقات السويسرية الليبية، لاسيما بعد اعتقال هنيبعل من طرف السلطات السويسرية، فكان أول رد فعل ليبي هو اعتقال والدة السائق المغربي حسن في طرابلس ومنعها من السفر صوب المغرب، بسبب شكاية ابنها بسبب ما لحقه من تعنيف واضطهاد من طرف الفتى المدلل، بل إن إصرار الشرطة السويسرية على اعتقال هنيبعل بناء على طلبات النجدة التي توصلت بها جعل مضامين فكر القذافي القاضي بمنع الاستعباد وإلغاء العمل بنظام السائقين الخصوصيين مجرد كلام للاستهلاك، بينما اعتبرت السلطة السويسرية ما حصل للسائق المغربي «مسا بحقوق الإنسان وتعسفا في حق مستخدمين، ذنبهم أنهم يسهرون على راحة أحد أفراد أسرة رئيس الجماهيرية الليبية». أما محامي السائق المغربي فقال إنه استغرب رد الفعل البارد للحكومة المغربية، موضحا أن موكله المغربي تعرض لسوء المعاملة من طرف مشغله لمدة ناهزت خمس سنوات، وقد حاول موكله المقهور الفرار في مناسبات عديدة من الجماهيرية إلا أن مساعيه باءت بالفشل.