أصدرت مصالح الأمن بالقنيطرة، بحر الأسبوع المنصرم، مذكرة بحث في حق شخص متهم باغتصاب تلميذة في الثالثة عشر من عمرها كان قد اختطفها، الجمعة ما قبل الماضية من أمام باب المؤسسة التعليمية التي تدرس بها بمنطقة «الساكنية»، ليحتجزها لديه طيلة يوم كامل بشاطئ المهدية، ويقوم بإطلاق سراحها بعد ذلك. واضطر المحققون الأمنيون التابعون للدائرة الأمنية الثامنة إلى الانتظار لما يقارب الأسبوع على تاريخ وقوع هذه الجريمة، للاستماع لتصريحات الضحية «أ أ»، بسبب الحالة النفسية السيئة التي كانت تعاني منها التلميذة المختطفة، قبل أن يتمكن رجال الأمن، الأربعاء الأخير، من تدوين أقوالها في محضر رسمي، بعدما حضرت برفقة والدها إلى مقر الدائرة، والاطلاع على تفاصيل اختطافها واحتجازها، حيث قالت المصادر، إن الضحية كشفت للمحققين أوصاف الجاني، وهي الملامح نفسها التي سبق وأن أدلت بها صديقتها لأفراد أسرة التلميذة، حينما كانوا بصدد البحث عنها، مما مكن مصالح الأمن من التعرف بسهولة على هوية المختطف، وتحديد مكان إقامته، ليتم تعميم صوره على مختلف المراكز الأمنية قصد اعتقاله. وانطلقت وقائع هذه القضية، يكشف «ح. أ»، أب الضحية، في حديث مع «المساء»، حينما تعرضت الطفلة «أ» للاختطاف من أمام مدرسة عقبة بن نافع فور خروجها على الساعة الثانية عشر زوالا، حيث استغل المتهم وجود سوق عشوائي بالقرب من المؤسسة ليندس وسط التلاميذ، ويجبر الضحية على مرافقته، بعد تهديده لها بالسلاح الأبيض، مما جعل الطفلة المسكينة تنصاع لأوامره دون إبداء أية مقاومة خوفا من بطشه. وأضاف الأب، أن الجاني، الذي قال إنه لا يتجاوز السابعة عشر من عمره، أودع ابنته، مباشرة بعد اختطافها، لدى صديق له يقطن بمحاذاة مقر خيرية للأطفال ريثما ينهي عمله رفقة فرقة ل«الدقة المراكشية»، التي كانت تنشط عرسا بمنطقة «أولاد أوجيه»، ليعود بعدها في حدود الثامنة من مساء اليوم نفسه، ويتوجه بالضحية صوب شاطئ المهدية، حيث قضت هناك ليلة كاملة معه، ليطلق سراحها زوال اليوم الموالي، بعد أن أدى لسائق سيارة أجرة كبيرة ثمن نقلها إلى مدينة القنيطرة. يقول المتحدث «انتظرنا طويلا وصول ابنتنا إلى المنزل، لكن نفاد صبرنا دفعنا إلى البحث عنها في كل مكان، قبل أن تخبرنا إحدى صديقاتها بأنها شاهدتها برفقة شخص معروف بالمنطقة، مما جعلنا نشعر عناصر الديمومة بالدائرة الأمنية الثالثة»، مشيرا إلى أن التحريات التي قام بها مكنته من تحديد مكان تواجد المتهم، لكن هذا الأخير فطن لتحركاته فلاذى بالفرار، قبل أن يكتشف أفراد الأسرة أنه أخلى سبيلها في اليوم الموالي، ليقوموا مباشرة بعد العثور عليها بعرضها على طبيبة، التي أكدت لهم بأنها لا تزال بكرا. ومن هول صدمة الاختطاف والاحتجاز، يوضح المصدر، رفضت التلميذة، المعروفة وسط زميلاتها بتفوقها واجتهادها، الالتحاق بمدرستها، وظلت تعاني من اضطرابات نفسية وصفت بالرهيبة، قرر على إثرها والداها إيداعها لدى عمها، ريثما تتحسن أحوالها، ليتم إقناعها بمواصلة دراستها، حيث استقبلها زملاؤها بمدرسة «عقبة بن نافع»، الخميس الماضي، بابتهاج كبير، وأعلنوا مساندتهم لها، واستعدادهم لمناصرتها في قضيتها، وهو نفس التأييد الذي لاقته الضحية من سكان الحي الذي تقطن فيه، الذين حجوا بأعداد غفيرة إلى منزلها فور ظهورها، مطالبين الجهات الأمنية بالقبض على الجاني وتقديمه للعدالة.