كان الملقب ب«الآلة الناظمة» ينتمي إلى أسرة تقطن في حي شعبي حيث تعاني جل الأسر المنتمية إليه فقرا شديدا، وكان أصغر إخوته يعيل الأسرة لكون أبه الذي كان مجرد عامل مياوم لا يكفيه مدخوله لتوفير حاجيات زوجته وأبنائه من مأكل وملبس و تعليم، مما جعل المدعو الآلة الناظمة يغادر المدرسة دون أن يتعلم أي حرفة تساعده على ضمان مستقبله ومساعدة أبويه على توفير لقمة العيش، خصوصا أنهما تقدما في السن. وعند بلوغه سن الرشد وجد نفسه منغمسا في وحل الجريمة حيث أصبح يعاشر الأشرار والمجرمين و تأثر بسلوكهم العدواني، مما قاده إلى الدخول إلى السجن سنة 2005 في أول قضية تتعلق بالضرب والجرح بالسلاح الأبيض والعلاقة الجنسية غير الشرعية الناتج عنها حمل. بعد خروجه من السجن ولج ميدان الاتجار وترويج المخدرات وأصبح يعرف باسم «الآلة الناظمة» في أوساط المنحرفين ومستعملي المخدرات ومروجي الأقراص المهلوسة. وبعد مدة، تم إلقاء القبض عليه مرة ثانية بتهمة الحيازة والاتجار في مادة الشيرا ومحاولة السرقة بالعنف ليدخل السجن من جديد. وبعد خروجه من السجن اعتقل مرة ثالثة من أجل السرقة بالعنف والسكر العلني البين. وبعد اعتقال شريكيه (ن.ب) و(ي.ب) في عدة سرقات بتهمة السرقات المتعددة تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، بمشاركة أظناء آخرين، حاول أن يتوارى عن الأنظار نظرا لأنه كان يعرف (ن.ب) حق المعرفة ولأنه متورط معه في عدة سرقات تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، وكان متأكدا أن (ن.ب) سيذكره في مجريات التحقيق. توصلت مصفالح الشرطة القضائية، في إطار الحملات التي تقوم بها للحد من الجريمة بكل أنواعها وإجراء التحريات من أجل الوصول إلى بعض المبحوث عنهم في قضايا الجريمة بمختلف أنواعها، بمعلومة مفادها أن المدعو «الآلة الناظمة» المبحوث عنه يوجد في أحد الأحياء الشعبية قرب منزل ذويه، مما جعل فرقة الشرطة القضائية تنتقل إلى عين المكان وتطوقه لكي لا تترك له مجالا للهرب، مما جعله يستسلم، دون إبداء أي مقاومة، ليتم إجراء تفتيش دقيق احترازي معه قبل اقتياده إلى مركز الشرطة للتحقيق معه. العملية الثانية شاركه فيها، بالإضافة إلى (ن.ب)، عنصران آخران هما (ب. ب) و(ي.غ)على مقربة من متجر «لابيل في» الذي فتح أبوابه مؤخرا بالمدينة. وذكر أنهم كانوا يترصدون زبناء هذا المتجر مختبئين في زوايا أحد الأحياء المجاورة له فأثارت انتباههم فتاة تبضعت ورجعت إلى منزلها، وعند مرورهها أمامهم لم تنتبه إلى وجودهم، فأخذ أحد مرافقيه الأربعة بتلابيبها ثم وضع سكينا قرب وجهها وحاول تهديدها بواسطة قضيب حديدي كان بحوزته وسلبها أغراضها وهاتفا نقالا كان معها قبل أن يلوذ الجميع بالفرار. وأكد المتهم أن كل الأفعال التي اقترفها منذ دخوله عالم المخدرات والسرقة بالعنف كانت تحت تأثير المخدرات والأقراص المهلوسة التي كان يشتريها هو وأصدقاؤه من عائدات بيع المسروقات بسوق المتلاشيات بالمعمورة. وقد أحالت الشرطة القضائية على أنظار الوكيل العالم لدى محكمة الاستئناف بالرباط يوم الأربعاء الماضي الملقب ب«الآلة الناظمة»، وهو من مواليد 1986، وهو أعزب وبدون مهنة، بتهمة تعدد السرقات تحت وطأة التهديد بالسلاح الأبيض.