احتفت الشغيلة التعليمية، يوم أمس الاثنين بعيد المدرس، فألف تحية وتحية لكل مدرس مزاول ومغادر وملتحق. لا شك أن الاحتفال بهذا اليوم، هذه السنة، له أكثر من طعم، حسب كل منطقة وجهة وأكاديمية وكتابة ومؤسسة، بحكم دخول نظام المخطط الاستعجالي سنته الأولى، وذلك بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن تم استيفاء جميع بنود الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والذي صار فشله الذريع باديا إلى أبعد الحدود، والذي تحمل فيه وزر ذلك الفشل المدرس المسكين. فتمظهرات وتجليات المدرسة المغربية أصبحت تثير أكثر من تساؤل، وكذا الرهان، الآن، على المخطط الاستعجالي الذي يبدو فيه كل شيء على عجلة من أمره، ابتداء من تكوين الأساتذة في 15 يوما وإلحاقهم بالأقسام مباشرة بعد ذلك، إلى رصد وصرف الميزانيات الضخمة، والعمل بتدبير الزمن المدرسي، طبقا للمذكرة 122 ورفع رهان النجاح، عبر تأسيس جمعيات بالمؤسسات تحت شعار «جميعا من أجل مدرسة النجاح»، طبقا لمقتضيات المخطط الاستعجالي (2009-2012). كلها تدابير وإجراءات تدور في فلك المدرس الذي يبقى الحلقة المفقودة فيها، بحكم أنه موضوع في قفص الاتهام بداعي أنه المسؤول الأول عن الهدر المدرسي وتراجع المستوى التكويني لدى الناشئة وانحدار الجانب الأخلاقي. لقد لوحت بعض النقابات بجعل يوم المدرس يوما للاحتجاج بدل الاحتفاء، خاصة بعد رفض الوزير الأول زيادة أجور رجال ونساء التربية والتعليم، ووصول الحوار الاجتماعي إلى نفق مسدود, إضافة إلى الإكراهات العديدة التي تحاصر كل مدرس على حدة. فصبرا جميلا أيها المدرس، فستبقى دوما ودائما كما قال الشاعر أحمد شوقي «قم للمعلم وفه التبجيل... كاد المعلم أن يكون رسولا»...