يعود تفكيك الخلية الإرهابية المكونة من 24 عنصرا، والمشتبه في تخصصها في تجنيد مغاربة وبعثهم إلى كل من العراق وأفغانستان والعراق والصومال من أجل القتال، إلى حادث التفجير الانتحاري الذي استهدف شرطة الطوارئ في جنوب كركوك خلال فصل الصيف وأودى بسبعة عراقيين، بينهم ستة من رجال الشرطة، حيث أكدت التحريات التي أجرتها المصالح الاستخبارية العراقية والأمريكية أن منفذ الهجوم «مغربي الجنسية». ووفقا لمصادر مطلعة، فإن اسم المغربي الذي ذكر ضمن خلية الانتحاريين بالعراق التقطته أجهزة الاستخبارات المغربية بسرعة فائقة ورجعت إلى قائمة بياناتها المتعلقة بالمجندين المتوجهين إلى العراق الذين ينحدرون بشكل خاص من مدن الشمال المغربية. كما استعانت المصالح ذاتها بالمعلومات التي زودتها بها المصالح العراقية والمتعلقة بمحضر الاستماع إلى مرافق الانتحاري والتي أفادت بأن «سيارة الانتحاري كانت موديل 1980 بيضاء دون لوحات ومحملة بأكثر من 150 كلغ من المواد المتفجرة». وبحسب إفادات المحاضر ذاتها، فإن المغربي يدعى صفوان، وهو قيادي في القاعدة دخل إلى العراق أواخر عام 2005 عن طريق التهريب من سوريا، واعترف بأنه كان على صلة بعدد من أعضاء القاعدة، بينهم عناصر من شمال إفريقيا». تتبع خيوط هذه الشبكة قاد إلى أن هذا المغربي دخل إلى العراق عن طريق مواطن عراقي مقيم بالدانمارك يدعى «عامر سعيد»، سبق لمصالح الاستخبارات المغربية أن رصدت مكالمات هاتفية له كان أجراها مع عدد من المغاربة في إطار سعيه إلى تجنيدهم وترحيلهم إلى العراق قصد القيام بعمليات انتحارية هناك. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن المصالح المغربية سبق لها أن زودت نظيرتها الألمانية بنسخ من محاضر الاستماع إلى مغاربة تم اعتقالهم على خلفية تجنيدهم وتسفيرهم إلى العراق، كان اسم العراقي عامر سعيد حاضرا فيها بقوة، كما ذكر أنه على اتصال وثيق بمغاربة يتعاونون مع تنظيم القاعدة في العراق. علاوة على ذلك، تضمنت المحاضر، التي سلمت إلى مصالح الاستخبارات الألمانية التي كانت تطارد العراقي المذكور، تفصيلات لمعطيات حول أعضاء خلية إرهابية مغربية بينوا خلالها أنهم عندما يعثرون على شاب يرغب في التضحية بنفسه كانتحاري في العراق، فإنهم يتصلون بعامر سعيد الذي يتولى ترتيب الأمور للانتحاري من أجل إرساله إلى العراق. ورغم المعطيات التي كانت تتوفر عليها المصالح المغربية بخصوص النشاط غير العادي الذي كان يشرف عليه العراقي «عامر سعيد»، فإنها لم تبادر إلى تعقب المغاربة الذين كانوا على اتصال به إلا بعد أن توصلت بتقارير سرية من الاستخبارات الأمريكية تدق ناقوس الخطر حول تزايد عدد الانتحاريين القادمين من دول شمال إفريقيا والمتدفقين على العراق عن طريق سوريا وأن حوالي 100 شخص تم تجنيدهم انطلاقا من إسبانيا وأن عملية التجنيد تتم انطلاقا من المغرب.