لم تدم عملية فرار «عبد الرحمان. خ» إلا بضع ساعات، بعد ارتكابه لجريمة قتل، زوال يوم السبت الماضي، في حق زوجته. فقد تمكنت عناصر تابعة لفرقة مكافحة العصابات بولاية أمن فاس من إلقاء القبض عليه بعدما وجد مختبئا لدى أحد أبنائه بأحد أحياء فاس الهامشية، وقدم للتحقيق قبل أن يعرض في حالة اعتقال على محكمة الاستئناف لمتابعته بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وحكى هذا المسن المحافظ الذي يبلغ من العمر 66 سنة، بأن شكوكه في خيانة زوجته له مع زوج ابنتهما هي التي دفعته إلى استعمال «مدية» للإجهاز عليها. وقام «عبد الرحمان»، والذي كان يشتغل في مجال البناء قبل أن يفرض عليه تقدمه في السن تقاعدا بدون تعويض، بطعن زوجته «ربيعة» التي رزق منها ب9 أبناء، على مستوى الكتف، قبل أن يقوم بذبحها في جهة العنق. ولم يفد نقلها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني في إنقاذها من موت محقق جاء نتيجة خطورة الإصابة. ويعرف جل أفراد العائلة بتوجههم المحافظ، إلا أن الزوج المسن كانت تراوده شكوك بأن زوجته تخونه مع زوج ابنته. وتنامت هذه الشكوك بانتقال الزوجة المسنة إلى الإقامة مع ابنتها في حي آخر. فقرر أن يتخلص منها في أول وهلة تعود فيها إلى بيت العائلة بحي المرجة بمنطقة واد فاس. وتحوم شكوك في أن هذا المسن مصاب بأزمة نفسية، لكن هذه الوضعية لم يشر إليها محضر الشرطة. فقد أورد أحد المحققين بأن «عبد الرحمان» طلب من عناصر مكافحة العصابات مهلة لأداء صلاة العصر قبل اعتقاله ونقله مصفد اليدين وسط إجراءات مشددة إلى مخفر الشرطة لتعميق البحث معه. وأضاف المصدر نفسه بأن «الشيخ» كان في حالة طبيعية ولم يلاحظ عليه أي ارتباك، بالرغم من أن الجريمة صادمة. وذكر بعض الجيران الذين تم الاستماع إليهم بأنه وقبل ارتكاب هذه الجريمة، كان يردد طوال الوقت، وهو جالس على كرسي له أمام الباب، بأن زوجته تريد الزواج من غيره. فيما أورد هو في أجزاء من اعترافاته بأن «ربيعة» لم تعد تعيره أي اهتمام أثناء معاشرته لها.