عاش سكان حي الفرح بابن سليمان، ليلة أول أمس، حالة من الفزع والرعب بسبب انفجارات متعددة داخل موزع الكهرباء الذي يوجد قرب حمام الحي. الانفجارات التي تسببت في اشتعال النيران داخل غرفة الموزع، عطلت العشرات من الأجهزة المنزلية وأفسدت مخزون الأسر من المواد الغذائية، وأدت إلى خروج المستحمين من حمام الفرح بملابسهم الداخلية، وانتشر السكان يبحثون عن أفراد من أسرهم خوفا من تعرضهم للسرقة والسطو من طرف المنحرفين الذين يستغلون مثل هذه الفرص. كما تعرض طفل لحادثة سير إثر سقوطه من على دراجته العادية، في حفرة من بين حفر المشاريع العشوائية التي صادفها مباشرة بعد انقطاع التيار الكهربائي، حيث تم نقله من طرف سيارة الوقاية المدنية لتلقي الإسعافات الأولية. سكان الحي أكدوا أن الانقطاعات الكهربائية داخل الحي أصبحت شبه معتادة، وأنهم لم يجدوا آذانا صاغية لشكاياتهم المتكررة، مدعين أن بعض الشكايات تسببت لهم في عمليات انتقامية من المسؤولين الكهربائيين، حيث تلقى بعضهم فواتير بقيم استهلاكية خيالية. وطالبت سيدة كانت تحمل جهاز تلفزيون تعرض للعطب بسبب انفجار موزع الكهرباء بضرورة تعويضها ووضع حد لمهزلة الانقطاعات التي تتكرر دون أدنى احترام للساكنة. أزمة الإنارة اشتدت في الأشهر الأخيرة، والسكان ينتظرون من المجلس الحالي الذي لازالت رئاسته استقلالية في شخص خليل الدهي، الذي يحمل كذلك صفة برلماني عن نفس الدائرة، إنصافهم، والحد من العبث الذي بات يلازمهم في كل تحركاتهم. مصادر من داخل المكتب أكدت أنها راسلت الجهات العليا بهدف إصلاح بعض الموزعات، وحذف الأسلاك التي «تحلق» فوق رؤوس المارة والمنازل، والتي ما إن يتعرض موزع للانفجار حتى تتقطع وتشكل أخطارا جسيمة على المواطنين، وأن المكتب لم يتلق إلى حد الآن أية ردود، موضحا أنهم مرغمون على «الترقيع» إلى حين استجابة المكتب الوطني. وأضافوا أن تفويت الإنارة للمكتب الوطني للكهرباء لا تعني تملصهم من مهمة المراقبة واليومية والإشراف على تطبيق بنود كل دفتر التحملات الذي يجمعهما، والذي من بين بنوده ديمومة الإنارة والحفاظ على ممتلكات الساكنة.