لم تستطع رموز سياسية، ووزراء في الحكومة الحالية ضمان مقاعدهم في الانتخابات الجماعية التي جرت يوم الجمعة الماضي. وهكذا لم يفلح جمال أغماني، وزير التشغيل والتكوين المهني، في ضمان مقعده في مجلس مدينة سلا بعدما لم تتمكن اللائحة التي ترأسها بسلا تابريكت من الحصول على عتبة 6 في المائة. وبالمقابل، ابتسم الحظ لكل من وزير التجهيز والنقل كريم غلاب الذي تمكن، بالرغم من الصعوبات التي واجهها والاحتجاجات التي رافقت حملته الانتخابية بمقاطعة سباتة، من الاحتفاظ بمقعده بمجلس مدينة الدارالبيضاء، ونفس الأمر بالنسبة إلى ياسمينة بادو، المحامية ووزيرة الصحة، التي كانت قد ترشحت بمقاطعة آنفا. كما احتفظ محمد سعد العلمي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، بمقعده بالمجلس الجماعي لمدينة شفشاون، وإن كان بعض الملاحظين يعتقدون أنه سيصعب عليه الاحتفاظ برئاسة المجلس، في ظل احتمال حصول تحالف بين حزب العدالة والتنمية الذي حصل على 11 مقعدا والاتحاد الاشتراكي الذي حصل على ثلاثة مقاعد، في حين لم يحصل الاستقلال إلا على 9 مقاعد. نفس الوضع شهده مجلس مدينة تطوان. فبالرغم من أن رشيد الطالبي العلمي، العضو القيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار ووزير الشؤون العامة والاقتصادية السابق، نجح في «امتحان» الانتخابات الجماعية، فإن الطريق نحو رئاسته لمجلس المدينة قد لا يكون سهلا في ظل الحديث عن احتمال حصول تحالف بين العدالة والتنمية الحاصل على 22 مقعدا والاتحاد الاشتراكي الحاصل على 7 مقاعد، في حين أن حزب التجمع الوطني للأحرار حصل على 26 مقعدا. وتمكن محمد عبو، الوزير المكلف بتحديث القطاعات العامة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، من الظفر بمقعده بجماعة بني وليد بإقليم تاونات. ولم تستطع رموز سياسية بارزة ضمان مقعدها في هذه الانتخابات. ويتعلق الأمر، على الخصوص، بالعضو القيادي بالحزب الاشتراكي الموحد محمد الساسي الذي لم يتمكن من النجاح في الانتخابات في مقاطعة يعقوب المنصور، لتنضاف هذه الهزيمة إلى هزيمته في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم سابع شتنبر 2007. وجاءت المفاجأة الأخرى من عروس الشمال عندما أنهت الانتخابات الجماعية ليوم الجمعة الماضي آمال دحمان الدرهم، عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في ولاية ثانية على رأس مجلس مدينة طنجة. وعلى صعيد آخر، تمكن رئيس مجلس النواب مصطفى المنصوري (رئيس التجمع الوطني للأحرار) ورئيس مجلس المستشارين المعطي بنقدور (عضو قيادي بنفس الحزب) من ضمان مقعديهما على التوالي بكل من جماعة العروي بإقليم الناظور وجماعة جاقمة بإقليم سطات. وإذا كانت وجوه سياسية بارزة بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم تنحج في الانتخابات الجماعية، مثل عبد المقصود الراشدي، وكيل لائحة الاتحاد بمقاطعة الحي المحمدي بالدارالبيضاء، أو عبد الكبير طبيح، المحامي الاتحادي المعروف والذي ترشح في الرتبة الثانية للائحة الاتحاد بمقاطعة الصخور السوداء وراء حميد بنبقال، وحسن طارق الذي فشل بمقاطعة يعقوب المنصور بالرباط، فإن وجوها أخرى حصلت على مقاعدها، مثل وزير المالية السابق فتح الله ولعلو بمقاطعة أكدال الرياض وإدريس لشكر بمقاطعة السويسي بالرباط.