قال المدير العام لشركة «سي.إي.ام. للتجهيزات» أحمد العرجة إن مقاولته أخذت على عاتقها إنشاء معهد يعنى بتكوين أطر الشركات في عدة مجالات دقيقة لا يتوفر المغرب عليها حاليا، وذلك بشراكة مع «غرفة التجارة والصناعة بيي دارل» الفرنسية. وفي هذا الإطار، تم أول أمس الاثنين بالدار البيضاء التوقيع على اتفاقية إطار لتأسيس معهد للتنظيم والتشغيل الآلي عن بعد باسم «إيرا افريقيا»، بين الشركة المغربية «سي.إي.ام. للتجهيزات» والغرفة الفرنسية، حيث أكد العرجة أن المعهد الجديد سيكون مركزا للتكوين والتكوين المستمر، يهدف إلى نقل المعرفة في شتى التخصصات التي يفتقد إليها المغرب والدول الإفريقية بصفة عامة، ومن مهامه مواكبة المقاولات الصناعية من أجل تنمية مؤهلاتها خصوصا في تقنية التحكم الآلي عن بعد، وسيختتم التكوين بتسليم شهادة معترف بها. مبادرة تأسيس المعهد الجديد هي مبادرة شخصية من الشركة المغربية يقول العرجة، باعتبار أن هذه المهنة غير موجودة بالمغرب، بالرغم من أن هناك طلباً مهماً عليها، فالكثير من الطلبة يتخرجون من مدارس عليا وذات تخصصات مهمة كمدارس المهندسين، إلا أن ثمة نقصا في استكمال تكوينهم عندما يعينون في شركات كبرى وفي تخصصات بعينها، ومن هذا المنطلق تم الاتفاق مع «إيرا فرنسا» التي أسستها غرفة التجارة والصناعة بمنطقة «بيي دارل» بجهة «كوت دازير» الفرنسية باعتبارها المؤسسة الوحيدة بفرنسا التي تنشط في هذا المجال، ولديها خبرة تفوق 42 سنة في مهنة التكوين. وعن كيفية استفادة المقاولات المغربية من هذا التكوين، قال العرجة إن المعهد سيتلقى طلبيات من الشركات التي ترغب في تكوين أطرها أو مهندسيها، ومن ثم «نقوم بفحص الطلب وتقييمه وكذا تقويمه من أجل الوصول إلى اتفاقية مع المقاولة، مع العلم أننا تلقينا طلبيات من عدة شركات منذ مدة وحتى قبل تأسيس المعهد، باعتبار أن شركة «سي.إي.ام. للتجهيزات» كانت تقوم بهذه المهمة من قبل لكن بوسائل متواضعة. أما الآن وبواسطة هذه الاتفاقية مع «إيرا فرنسا» سيكون التكوين متطورا ودقيقا جدا، وقد يطول أو يقصر حسب نوعية التكوين، وبالنسبة إلى التكوين الطويل المدى فقد يصل في بعض الأحيان إلى 4 سنوات، وأعطى مثالا بشركة «سامير» التي أبرمت مع شركته اتفاقا لتكوين أطرها وذلك لمدة تتراوح ما بين 2 و3 سنوات. وعن القيمة المضافة للمعهد الجديد بالمغرب، أضاف أن هذا الأخير سيقوم بنقل المعرفة واستكمال تكوين الأطر المغربية في تخصصات غير موجودة لا في المغرب ولا في إفريقيا، مضيفا أن المعهد الجديد سيكون مقره بالدار البيضاء مع طموح لتأسيس فروع عدة ل «إيرا إفريقيا» ليصبح معهدا عالميا للتكوين، وستفوق ميزانية المشروع 20 مليون درهم بغض النظر عن كلفة العقار الذي يقام عليه المشروع وتكاليف البناء، ومن المنتظر أن يخلق المعهد حوالي 40 منصب شغل أغلبها موجهة لحاملي درجة الدكتوراه، حيث ستشرف «إيرا فرنسا» على تأطيرهم للتدريس هنا بالمغرب.