تنتقل أزيد من حافلتين عدة مرات في الأسبوع إلى كاريان طوما والسكويلة والرحامنة، وغيرها من الأحياء الصفيحية، التي مازال سكانها يترقبون في صمت قرار ترحيلهم، ليس لنقلهم إلى مقرات جديدة للسكنى ولكن في رحلة استجمام نحو «مولاي يعقوب» و«سيدي حرازم، بفاس، تنظمها جهات لا تنشط أعمالها الخيرية إلا في فترة الانتخابات« الجماعية أو التشريعية»، حسب مصدر مقرب. وأكد مصدر «المساء» أن أنشطة أخرى، تدخل في الإطار نفسه، اتخذت من طوما والسكويلة، وكل الأحزمة الهامشية المحرومة، مسرحا لها، إذ لم تعد «البراريك» محط اشمئزاز تترفع «أحذية» الشخصيات عن اقتحامها بل أصبحت فضاء آمنا يضم مجالس «للوعظ والإرشاد الانتخابي» حتى ساعات متأخرة من الليل، إلى أن يتبين «الخيط الأبيض من الأسود» في حضرة ولائم ومشروبات وفواكه، وهي مناسبة، أضاف نفس المصدر، تمنى سكان طوما والسكويلة وغيرهما ألا تنتهي، وتمنوا أن يتم تمديد يوم الاقتراع إلى «أجل غير مسمى» على الأقل ليطردوا شبح المجاعة وسوء التغذية، ويخاصموا «الفاصمة والدوا الحمر»، أي وجبة الخبز والشاي كما يسمونها. ويبدو أن منحرفي المنطقة يعيشون فترة نقاهة أيضا، إذ أن حالات «الكريساج» انخفضت بشكل ملحوظ بعد أن حققوا اكتفاء ذاتيا من جيوب لا «تمطر» ولا تصدق إلا مرة كل ست سنوات، يؤكد مصدر«المساء»، وأضاف مصدر آخر أن «المرضي هو اللي يموت في هذ الأيام» لأن كل مصاريف الدفن والصدقة ستساهم بها «أياد بيضاء»، «طبعا ابيضت بسبب الانتخابات». أما المسنون والعاطلون فهم على موعد كل صباح، بالمقاهي التي توجد قرب مسجد الرحمة بسيدي مومن، مع مرشحين ليؤدوا لهم ثمن فطورهم وأشياء أخرى، حيث إن مهمتهم تنتهي عند الطلب، أما الأداء فسيكون على حساب أشخاص آخرين. ونبه مصدر «المساء» إلى أن الفقر يظل عائقا أمام نزاهة الانتخابات الجماعية، فمادام الفقير يعجز عن توفير أبسط الأشياء لنفسه، حتى قطعة خبز، فهو يبسط يديه ليعيش، أو على الأقل «يتفشش» ولو أسبوعا واحدا كل ست سنوات، خاصة وأنه يقول مع نفسه إن «أصحاب الشكارة طالعين طالعين بيه وبلا بيه»، فلماذا يحرم نفسه إذن، في حين قد يستفيد آخرون في عدة مجالات أخرى وليس فقط على مستوى تحسين قيمة قفتهم. ونفى بريجة، رئيس مقاطعة سيدي مومن الحالي، أن يكون من بين المرشحين الذين يتحدثون بلغة المال، واصفا نفسه بأنه الرقم واحد فعلا في التعامل مع الجمعيات، وأن سكان طوما والسكويلة وغيرهم يحبونه ودليل ذلك أنه المرشح الوحيد الذي يستقبل بالتمر والحليب، في حين أن 90 في المائة من المرشحين لا يعرفهم السكان. وأضاف بريجة أن الحملة الانتخابية لا تكون في أسبوع أو أسبوعين، بل إنه بدأها منذ ست سنوات من خلال عمله على القضاء على دور الصفيح بمنطقة سيدي مومن. ولم ينف بريجة أنه تم فعلا تنظيم رحلات استجمام غير أنها كانت في وقت سابق، وبتنسيق مع الجمعيات، وأن كل الأنشطة تم تعليقها إلى حين انتهاء الاستحقاقات الجماعية. واعتبر بريجة أن كل الأقوال التي قيلت في اتجاه اتهام المرشحين بالرشوة وغيرها لا تمت إلى الواقع بصلة، إذ يقول: «أنا شخصيا نتحدى شي واحد يقول بريجة عطاني شي ريال، أنا فقط عندي لغة العمل».