سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلوي للمساء : أتمنى أن تكون تصريحات الهمة ناتجة فقط عن حرارة الانتخابات والتجمعات أمين عام التقدم والاشتراكية: سنبرهن لمن اختار الانسحاب على أن وجوده ليس ضروريا لاستمرار الحزب
قلل إسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من تأثير الانسحابات التي عرفها الحزب عشية الانتخابات الجماعية ل12 يونيو المقبل على حظوظه. واستبعد العلوي، في حوار مع «المساء»، إمكانية التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة، وقال: «بالنسبة إلى التحالف مع الأصالة والمعاصرة، لا يمكن أن نستبق الأحداث، إلا أنني ، شخصيا، أشمئز من التواجد مع أشخاص عرفوا بانحرافهم الأخلاقي الانتخابي والسياسي في مجموعة واحدة». - إلى أين وصلت استعدادات التقدم والاشتراكية لمحطة 12 يونيو المقبل؟ < الاستعدادات قائمة على قدم وساق. وبشكل عام، أعتقد أن الأمور تسير حسب الإمكانات المتوفرة، وأن استعداد مناضلينا ومناضلاتنا يسير على الوجه الأكمل. وقد قمنا، مؤخرا، بالكشف عن البرنامج الانتخابي الذي سنخوض به الانتخابات الجماعية والذي يبقى خطوطا عريضة يمكن لمرشحينا في مختلف المناطق أن يكيفوها مع واقعهم المعيش. - توقع تقرير أعده الديوان السياسي أن يحصل الحزب على نسبة 7 في المائة من الأصوات، على أي أساس كان هذا التوقع؟ < ليس توقعا وإنما هو طموح يراودنا، في التقدم والاشتراكية، إلى أن نصل إلى تلك النسبة؛ وهو طموح وإن كان يروم تشجيع رفاقنا ورفيقاتنا وبث روح نضالية فيهم بمناسبة الانتخابات الجماعية، فإنه لا يعني أننا وضعنا نسبة 7 في المائة من الأصوات كحد أقصى أو أدنى، فنحن نجتهد من أجل بلوغ تلك النسبة، ويمكن أن نتجاوزها كما يمكن ألا نبلغها. - يعاني الحزب من غياب الموارد المالية الكافية لتمويل الحملة الانتخابية، هل استطعتم معالجة النقص الحاصل؟ < ما زلنا في حيرة من أمرنا بخصوص تمويل الحملة الانتخابية. ولسد النقص الحاصل، تقدمنا بطلب للاقتراض من إحدى المؤسسات البنكية ووافقت على ذلك، كما طلبنا من وزارة الداخلية أن تمنحنا تسبيقا من حصة الدعم الذي تقدمه إلى الأحزاب. وكل ما نتمناه هو أن نتجاوز عتبة ال5 في المائة حتى نتمكن من تسديد تلك الديون. كما لا أخفيك أن المبالغ التي هي الآن رهن إشارتنا أو ستكون كذلك، لن تكفي لسد احتياجاتنا خلال الحملة الانتخابية. وسأقدم إليكم رقما دالا فالحزب سيمنح كل مرشح 600 درهم، وأخال أنه لن يمكننا، بمثل هذا المبلغ أن نضمن عملا ناجعا، لكننا لا نملك إلا أن نقول: الله غالب. - تلقى الحزب، مؤخرا، ضربات عدة ولاسيما بعد انسحاب مجموعة من الأعضاء. ألن تؤثر تلك الانسحابات على حظوظ الحزب الذي يراهن على تسيير 150 جماعة محلية على الصعيد الوطني عوض 100 حاليا؟ < أبدا، فالحزب موجود وسيبقى كذلك إلى أن تنتهي أسباب وجوده، والتي تتمثل في التركيبة الاجتماعية الحالية والقضايا والمشاكل التي تعاني منها الجماهير الشعبية. فما دامت هذه الأمور على حالها، فإن حزب التقدم والاشتراكية سيبقى موجودا. - لكن.. انسحاب محمد بودرا، رئيس المجلس البلدي بالحسيمة، مثلا، ألم يؤثر على الحزب؟ < فعلا، هذه ضربة يتعين الإقرار بأنها أوجعتنا من الناحية المعنوية، وبدون شك سيكون لها أثر على المستوى التنظيمي. لكن ما يمكن أن أؤكده لكم هو أن الرفاق التقطوا أنفاسهم وهم الآن بصدد إعادة الهيكلة. وسنبرهن لمن اختار الانسحاب على أن وجوده ليس ضروريا لاستمرار الحزب الذي ما تزال الأسباب الموضوعية التي تبرر وجوده قائمة، وبالتالي فإننا سنبقى موجودين في الساحة السياسية. - الملاحظ أن صراعا يشتد بين مجموعة من الأحزاب في منطقة الريف. بماذا يمكن أن نفسر ذلك؟ < أعتقد أن التنافس بين الأحزاب مرده الشحنة الرمزية لمنطقة الريف، وما تعيشه من طفرة اقتصادية وتحول في الأوضاع الاجتماعية، إيجابا وسلبا. ومن ثم، فإن الأحزاب التي لها تواجد في المجتمع الريفي تحاول أن تقوي وجودها هناك، وهو أمر طبيعي على اعتبار أنها المنطقة التي حظيت بأوفر الاستثمارات في العقد الأخير، وهي استثمارات غيرت من الأوضاع هناك، بما فيها الوضع السياسي. - لكن البعض يرى أن الحركية والتنافس اللذين يعرفهما الريف مردهما «الزلزال» الذي خلقه تواجد حزب الأصالة والمعاصرة، ومحاولته سحب البساط من تحت الأحزاب الموجودة تقليديا في المنطقة؟ < لا أظن ذلك، وفي نظري أن التنافس يرتبط بمعطى موضوعي سابق لوجود الأصالة والمعاصرة وسيبقى مستمرا. - كيف تنظرون إلى تحركات حزب الأصالة والمعاصرة في الريف؟ < لا أتتبعها بشكل دقيق، وأخال أنها تحركات طبيعية لهيئة سياسية تريد أن تطفو على السطح. - أقصد جهوده المبذولة من أجل استقطاب مرشحين من أحزاب أخرى؟ < كنت أعتقد أن حزب الأصالة والمعاصرة سيأتي بقيمة جديدة ولكن خاب ظني لأنه أخذ ينتقي من هنا وهناك ويستقبل كل من هب ودب. ومثل هذا السلوكات لا تعين على مصالحة شعبنا مع السياسة. المثير أن الحركة، منشىء هذا الحزب، كانت واعدة وتبشر بالخير من خلال سعيها إلى تجميع الديمقراطيين بمشاربهم السياسية المختلفة، لكن سرعان ما تحولت الأمور واتخذت منحى آخر على مستوى الممارسة السياسية، إلى حد أن الحزب فتح ذراعيه لشخص نافس الحزب في مدينة مراكش وكان ينعت بكل النعوت الخسيسة، وهذا أمر مثير للانتباه لا يملك كل من له صورة نبيلة عن الحياة السياسية إلا أن يتأسف عليه. - في البداية كانت علاقتكم بالحركة ومن بعدها بالحزب جيدة. ما الذي تغير وجعلكم تهاجمون الحزب وقيادته؟ < نحن لا نهاجم حزب الأصالة والمعاصرة لاعتقادنا أنه لا داعي إلى مهاجمة أي كان. لكن، بالمقابل، نلاحظ أن هناك انحرافا خطيرا تمثله تصريحات بعض مسؤوليه، فعندما يدعي أحدهم أنه وحده من يمتلك الحقيقة، وحينما يصنف الأحزاب السياسية إلى ثلاثة أقطاب: قطب مكون من الأحزاب التي قضت نحبها، حسب زعمه، وقطب للأصوليين النكوصيين، وقطب تمثله هيئته، ألا يمكن أن نصنف ذلك في باب الغرور، وأن نعتبر أن مثل هذا التفكير سيؤدي، في حال استمراره، إلى نوع من الكليانية والهيمنة الشاملة، وهو ما لا يمكن أن يمثل تقدما لدمقرطة حياتنا السياسية؛ بل الأكثر من ذلك أن صاحبنا يدعي أنه يمثل إرادة الملك والمؤسسة الملكية التي يتعين أن تبقى فوق كل المعادلات والهيئات السياسية ورمزا للوطن ولشعبنا، على كل حال، أتمنى أن تكون تلك التصريحات ناتجة فقط عن حرارة الانتخابات والتجمعات وما تعرفه من انزلاقات. - ألا تعتقدون أن حزب الأصالة والمعاصرة أصبح يمثل خطرا داهما لأحزاب اليسار؟ < أعتقد أن هذا الخطر غير وارد، فالأحزاب الأصيلة -حتى وإن كتب عليها المرور، في لحظات تاريخية، بفترات عصيبة- تبقى دائما صامدة لأنها تمثل قيما وأفكارا موجودة في المجتمع، ولا يمكن أن تتزحزح بأشياء عابرة. - ما الذي تتميزون به عن غيركم من الأحزاب المتنافسة وتعتقدون أنه سيدفع الناخبين إلى التصويت على مرشحيكم؟ < هذا سؤال كبير تتطلب الإجابة عنه تحاليل سوسيولوجية وسياسية وحتى نفسية. لسنا وحدنا في الساحة، فهناك العديد من الآراء المتضاربة والدعايات، المغرضة أحيانا، التي تدفع بالمواطنين إلى الإعراض عن بعض الأحزاب دون غيرها، ثم لا تنس أننا مررنا بفترات عصيبة جدا دامت عقودا من الزمن، أثرت علينا كما أثرت على شعبنا الذي أصبح يتخوف من كل ما هو سياسي. كما يتعين أن تأخذ بعين الاعتبار أنه، نتيجة لتراكمات تلك الفترة، كان هناك تقصير في نشاطنا ولم نتمكن من الانصهار، بما فيه الكفاية، في المجتمع الذي هو في تطور مستمر، بسبب طبيعة تنظيمنا الذي كان تنظيما شبه سري. إننا، في التقدم والاشتراكية، نناشد المواطنين والمواطنات التصويت على مرشحينا لأننا لم نمنح الفرصة لنبرهن على قدراتنا في تدبير الشؤون العمومية والمحلية. - ألم تبرهنوا على ذلك رغم تقلدكم لمهمة تدبير الشأن العام في ثلاث حكومات؟ < لا ندعي أننا نمتلك الحقيقة وحدنا، لكن عندما تكون طرفا في ائتلاف حكومي، فإنك تكون مطالبا بوضع بعض الماء في خمرك، كما يقول الفرنسيون. ومن هنا، فالبرامج التي تسعى هذه الحكومة الائتلافية إلى تفعيلها لا ترقى إلى ما نصبو إليه. بالمقابل، حاولنا أن نبرهن على قدراتنا في بعض المناطق على غرار ما صنعنا في تزنيت والحسيمة قبل انسحاب صاحبنا، وقد قدمنا البرهان على أننا نسعى إلى إشراك المواطنين بشكل ملموس في تدبير حياتهم على المستوى المحلي. هذا دون أن ننسى أننا كنا نسعى دائما إلى أن نكون في المستوى الأخلاقي اللائق، إذ لم يسجل علينا، إلى حدود الساعة، أي زيغ عن خط الاستقامة في تدبير شؤون المواطنين. - لا تخفون، في التقدم والاشتراكية، امتعاضكم من فشل مساعيكم إلى جمع شمل العائلة اليسارية وأحزاب الكتلة وهي مقبلة على خوض غمار الانتخابات. بماذا تفسرون هذا الفشل؟ < في الواقع ليس هناك أي امتعاض، لأن الحياة علمتنا أن المرء يتعين أن يتعامل مع جوانبها السلبية كما الإيجابية. نسعى إلى جمع هذا الشتات الكبير، بيد أننا لا نتوهم سهولة الأمر بسبب أن «أصل الداء قديم». أعتقد أن عدم لمّ شتات اليسار يعود، بدرجة أولى، إلى عدم قدرته على تجاوز الحزازات التي نشأت أثناء الممارسة السياسية؛ وبدرجة ثانية، إلى أن قانون الأحزاب السياسية لا يساعد على جمع الشمل حتى وإن كان يتضمن فصولا تقول بإمكانية تكوين اتحادات حزبية، إلا أن القيود المصاحبة لذلك، أي تقديم 75 في المائة كمرشحين مشتركين، تحول دون ذلك. الإشكال يطرح على مستوى من سيستفيد من الأصوات في حال ترشحنا بشكل جماعي كأحزاب يسار، فالحزب الذي يضع شعاره سيستفيد من الأصوات المحصل عليها ومن الدعم. هذا أمر يجب إعادة النظر فيه وتجاوزه. ما أود أن أشير إليه، بهذا الصدد، هو أننا أكدنا أن المهم ليس الذهاب إلى الانتخابات بمرشحين مشتركين، بقدرما هو وضع برنامج قبلي ننص فيه على أننا سنفعله إذا ما استطعنا الحصول على الأغلبية في مدينة ما. - ما طبيعة التحالفات التي تتصورونها بمناسبة الانتخابات الجماعية؟ < أعتقد أن التحالفات منها ما سيكون طبيعيا ومنها ما سيكون ضد الطبيعة. لا أريد التكهن بخصوصها، فكل الاحتمالات واردة. بيد أننا سنسعى إلى الحفاظ على موقفنا المتمثل في عدم الدخول في تحالفات مضادة لطبيعتنا ولهويتنا. - إذا اضطرتكم الظروف إلى التحالف مع الأصالة والمعاصرة أو العدالة والتنمية، فهل ستقدمون على هذه الخطوة؟ < لا يمكن أن نستبق الأحداث، وإن كنا في الماضي نطالب رفاقنا باحترام بعض القيود، ومنها عدم الدخول في تحالف مع هيئة لم تكن في مستوى ما تصرح به أحيانا، فإنه بالنسبة إلى الأصالة والمعاصرة لا يمكن أن نستبق الأحداث، إلا أنني، شخصيا، أشمئز من التواجد مع أشخاص عرفوا بانحرافهم الأخلاقي الانتخابي والسياسي في مجموعة واحدة. - إلى أي حد ترون أن السلطة ستلزم الحياد الإيجابي خلال الانتخابات المقبلة؟ < المهم هو أن تكون السلطة على الحياد، أما بخصوص الحياد الإيجابي فهو أمر صعب بالنظر إلى أن العديد من الوقائع تحدث في وقت وجيز ولا تتيح للسلطة إمكانية التنقل لإثبات حالة التلبس بخصوصها، كما لا ننسى أن أساليب الغش والتحايل تتطور في كل المجتمعات وليس فقط في المجتمع المغربي.