صدر للدكتور خالد السلطاني ألان عن دار المدى بدمشق/ سوريا كتاب جديد عن عمارة الحداثة من 804 صفحات من القطع الكبير، غير المألوف في النشر العربي، إذ جاء القطع بشكل مربع، مع صور عديدة، ملونة وبالأسود والأبيض تعكس مجمل التطورات المعمارية التي حصلت في المشهد المعماري العالمي في القرن الماضي. ويهدف كتاب: «مائة عام من عمارة الحداثة» إلى التعريف بأهم منجز من منجزات الحداثة، والإحاطة الموضوعية بإحدى تجلياتها المؤثرة وهي «عمارة الحداثة»، ضمن فترة زمنية محددة، أمدها ومسرحها القرن العشرون. وظاهرة عمارة الحداثة – ظاهرة عالمية، كما أن تأثيراتها أيضاً عالمية، ولهذا فإن فهم وإدراك ما حصل في عمارة الوطن العربي مؤخرا، يستدعي فهم وإدراك تلك الظاهرة الإبداعية التي أثرت تأثيراً كبيرا في تغيير البيئة المبنية، وأدت إلى ظهور رموز تلك البيئة وحددت معالمها. وعلى الرغم من أهمية التأثيرات الواسعة والجذرية التي أحدثتها عمارة الحداثة في المشهد المعماري العالمي؛ فإن المعرفة بها والإحاطة بمنجزاتها ظلت مقتصرة على اهتمام نخب ثقافية محددة، وعلى ذوي الاختصاص الدقيق. ولهذا فإن الكتاب يطمح إلى توفير فرصة الإلمام والوعي بهذا المنجز المهم من منجزات القرن العشرين الفاعلة؛ من خلال عرض منجزات المعماريين والحديث عن مقارباتهم التصميمية والتعريف بالتيارات المعمارية المتنوعة، التي ألفت في مجموعها كيان «عمارة الحداثة». يحتوي الكتاب على أربعة فصول وملحقين، وكل فصل منها يضيء جانبا من مسار عمارة الحداثة في القرن العشرين وتطورها. وهذه الإضاءات ضرورية لفهم نشوء عمارة الحداثة وتتبع مسارها التطوري بإيقاع زمني يبدأ من نهايات القرن التاسع عشر، وحتى نهاية الألفية الثانية. إذ يتابع الفصل الأول مراحل ظهور عمارة الحداثة ويسجل إرهاصاتها الأولى، في فترة زمنية محددة؛ وهي نهاية القرن التاسع عشر إلى حين نشوب الحرب العالمية الأولى؛ بعدها يتناول الفصل التالي مجمل التغييرات التي حدثت على العمارة بعد الحرب الكونية الأولى، وهي مرحلة أساسية ومهمة ومتجانسة نوعا ما في مسار عمارة الحداثة، ويرصد الفصل الثالث من الكتاب نضوج الطروحات التصميمية لهذه العمارة، ويسجل انكسارها أيضا، في حين يكرس الفصل الرابع لظاهرة بزوغ وانتشار «عمارة ما بعد الحداثة» كوجه من أوجه عمارة الحداثة في القرن العشرين. وبغية متابعة مسار تطور عمارة الحداثة بيسر ووضوح، فإن الكتاب يتعاطى مع نتاجات حلقات الحقب الزمنية من القرن الماضي، وكأنها حلقات متصلة ومتداخلة لا يمكن بأي حال من الأحوال، قطعها أو عزلها الواحدة عن الأخرى، بمعنى آخر، يستقرئ الكتاب جميع الحقب الزمنية في المسار التطوري لعمارة الحداثة، ويعتبر أن ما أُنجز سابقا له تأثير حاسم على ما تحقق فعليا في المرحلة التالية، وأن ما نفذ في مرحلة معينة سيجد له انعكاسا مستقبلا، ووقعا أكيدا في تحديد اتجاهات ومقاربات الفكر التصميمي في الحقب اللاحقة..