فكت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالقنيطرة، الجمعة المنصرمة، لغز جرائم السرقة التي طالت، في الشهور الأخيرة، مجموعة من الشقق والفيلات بكل من القنيطرة و«المهدية» و«المكرن»، بعدما أوقفت عناصر فرقة مكافحة العصابات، المشتبه فيه الرئيسي بارتكابها في زمن قياسي، بمعية شركاء آخرين. وذكر مصدر مطلع أن تفكيك العصابة، جاء بعد أن تقاطرت شكايات على المصالح الأمنية، خاصة بالنفوذ الترابي التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالقنيطرة، يؤكد أصحابها تعرض فيلاتهم للسرقة، عن طريق اقتحام الفيلات ليلا أو أثناء غياب أصحابها. وكشف المصدر أن آخر عملية نفذها المشتبه فيه، الملقب ب« ولد الطبيب»، والمعروف بقامته القصيرة، كانت منذ 20 يوما فقط، واستهدفت فيلا توجد بالحي الراقي «بئر الرامي» بالقنيطرة، استطاع على إثرها هذا الأخير الاستيلاء على مبالغ مالية تقدر ب20 ألف درهم وهاتف نقال، بعدما استغل خروج رب البيت لأداء صلاة الفجر، وتركه باب الفيلا مفتوحا حتى لا يثير إزعاج باقي أفراد الأسرة. الأبحاث الميدانية التي أشرف عليها رجال الشرطة القضائية، بموازاة مع التحقيقات العلمية والتقنية، مكنت المحققين الأمنيين من تحديد خارطة تحركات الجاني، إذ انتقلت فرقة أمنية خاصة إلى جماعة «المكرن»، عقب توصلها بمعلومات مؤكدة، تشير إلى تردد المشتبه فيه على هذه الجماعة القروية، لزيارة أسرته، قبل أن تكتشف الشرطة، أن المشتبه فيه اضطر إلى مغادرة القرية صوب منطقة «قصبة المهدية»، بعدما تصاعدت حدة غضب سكان الجماعة المذكورة عليه، جراء تورطه في عدة جرائم سرقة استهدفت ممتلكاتهم ومحلاتهم. وكشفت المعطيات الأولية، التي حصلت عليها مصالح الأمن بشأن هوية سارق الفيلات والشقق، أن هذا الأخير، مبحوث عنه بموجب عدة مذكرات بحث صادرة عن درك القنيطرة، وهو حديث الخروج من السجن، بعدما قضى به عقوبة حبسية مدتها سنتان لإدانته بتهمة السرقة عن طريق التسلق، كما سبق أن أدين ب6 أشهر حبسا نافذا بعد متابعته بنفس التهمة. وبحسب معلومات موثوقة، فإن المشتبه فيه، لا يتوفر على مسكن قار، ويقضي جل لياليه برفقة بائعات الهوى، اللواتي كان يغدق عليهن الأموال مقابل السماح له بالاختباء داخل بيوتهن. وبعد مرور 15 يوما على انطلاق التحقيقات، استطاعت فرقة مكافحة العصابات، بدعم من باقي المصالح التابعة للأمن الولائي، من إلقاء القبض على السارق الفار، وهو يرتشف الشاي بإحدى مقاهي المدينة القديمة، حيث تم اقتياده إلى مقر الشرطة القضائية للتحقيق معه بشأن الأفعال المنسوبة إليه، في الوقت الذي استمرت الفرقة الأمنية الخاصة في اعتقال أشخاص آخرين لهم علاقة بهذه القضية، بينهم خليلته التي تدعى ب»بنت العبدي»، وصديقه «فتاح» الذي طُرد مؤخرا من إسبانيا. وقال المصدر إن المشتبه فيه، الذي كان يتخذ من الأماكن المهجورة ملاذا له، اعترف تلقائيا بارتكابه لما يقارب 24 عملية سرقة طالت العديد من الفيلات الفاخرة والشقق المفروشة. وبدلالة منه، تم التعرف على الأماكن المستهدفة بهذه السرقات، إذ اكتشفت الشرطة أن مجموعة من الضحايا لم يتقدموا بأي شكاية في الموضوع، لأسباب مختلفة، وبعد استنطاقه بخصوص عدد من هذه السرقات، تطابقت أقواله مع أقوال الضحايا، الذين رغبوا في متابعته قضائيا. وأفاد المصدر نفسه أن المعتقل، الذي أحيل، يوم أمس، على النيابة العامة، لم يبد نادما على الجرائم التي ارتكبها، إذ ظل يسرد على مسامع المحققين طريقة تنفيذه للسرقات، وهو مزهو بما اقترفته يداه من جرائم، إلى درجة أنه كان يمني نفسه بالهجرة إلى إسبانيا لمواصلة أنشطته غير القانونية.