دعا مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، الصحفيين المشاركين في مؤتمر الاتحاد العام للصحفيين العرب الذي احتضنه بيت الصحافة بطنجة، إلى العمل على محاربة «العربوفوبيا» المتصاعدة في العالم، مشددا على دورهم في تغيير صورة العربي المتطرف. وأورد الخلفي أن هناك صورة نمطية «حاقدة» تسوق حول العرب حاليا، والتي تظهرهم كمتطرفين ومتخلفين، مبديا أسفه على استمرار تشويه العرب جراء تصرفات متطرفة، كان آخرها إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا أمام أنظار الكاميرات، واصفا ذلك ب»الضربة المؤلة» التي تعرض لها الجسم العربي. وأقر الخلفي، من جهة أخرى، بوجود حالات ردة عن التطلعات الديمقراطية في العالم العربي، معتبرا أن الصحفيين يشكلون صمام أمان للتصدي لهذه التراجعات ولقيادة الأمة العربية نحو النهضة، معتبرا أن الصحفي العربي كان دائما طيلة نصف قرن من الزمن، هو عمر الاتحاد، يتقدم المدافعين عن حرية وكرامة الشعوب العربية. وشدد الخلفي على ضرورة يقظة الصحفيين العرب أمام مخططات التجزئة والتقسيم التي تكاثرت في العديد من الأقطار العربية، منوها بموقف الاتحاد العام للصحفيين العرب الداعم للوحدة الترابية للمغرب. وأكد اتحاد الصحفيين العرب، في كلمة نائبه الأول، العراقي مؤيد اللامي، على دعمه للوحدة الترابية للمغرب «من الصحراء إلى أقصى الشمال»، معتبرا أن وحدة الشعوب العربية ووحدة أراضيها من القناعات الثابتة للاتحاد. وذكر اللامي بأن اجتماع طنجة يأتي في سياق صعب، يتعرض فيه الصحفيون للتنكيل والموت والاختطاف في بلدان عربية عديدة، مشددا على ضرورة التضامن مع هؤلاء الصحفيين والاستمرار في الدفاع عنهم، مذكرا أساسا بما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون من اعتداءات وتضييق من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلية. من جانبه تطرق عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى التحديات التي تواجه العمل الصحفي في العالم العربي، بعد النكسة التي عرفتها مجموعة من الدول والتي تلت ربيعا كان يعد بالحرية والكرامة، معتبرا أن التحولات الإيجابية التي استبشر بها الجميع في المنطقة العربية ما فتئت أن تحولت إلى متاهات وحروب. وأورد البقالي أن الحديث عن مستقبل إعلامي متطور تسوده الحرية، أمر صعب في ظل وجود تربة غير صالحة للممارسة الصحفية المهنية، وفي ظل وجود مكبلات حقيقية لحرية الممارسة الإعلامية. ودعا البقالي إلى العمل على رفع القيود المكبلة للصحافة العربية، وفي مقدمتها الأذرع المتحكمة في وسائل الإعلام والتي توظفها في الصراعات السياسية، وأيضا الضغوط المالية «الخبيثة»، وكذا القوانين الممعنة في الحد من حرية العمل الصحفي.