لفظت سيدة حامل، يوم الجمعة الماضي، أنفاسها الأخيرة بإحدى القرى النائية التابعة لإقليم ميدلت، بعدما فشل السكان في إخراجها من وسط الثلوج التي حاصرت القرية، رغم نداءات الاستغاثة التي تم توجيهها للمسؤولين. وحسب المعطيات التي استقتها «المساء» من سكان دوار آيت زيد بجماعة أغبالو (إقليم ميدلت) فإن السيدة المتوفاة بدأت تحس بآلام المخاض صباح يوم الجمعة الماضي، فتم الاتصال بمسؤولين ومنتخبين لإنقاذها، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل حيث وضعت مولودها حوالي الساعة الثانية بعد ظهر نفس اليوم. تفيد تصريحات أقارب الضحية بأن حالتها الصحية ساءت بعد عملية الولادة، وهو ما دفع السكان إلى وضعها في بطانية وقطعوا بها مسافة 6 كيلومترات لمدة ثلاث ساعات وسط الثلوج الكثيفة، مما تسبب في تدهور وضعها بشكل كبير، قبل الوصول إلى أقرب مسلك مفتوح حيث كانت تنتظرهم سيارة إسعاف أوفدها رئيس الجماعة القروية ل»كروشن»، إلا أنها توفيت في طريقها إلى المستشفى. شقيق السيدة المتوفاة صرح ل«المساء» بأن أحد المسؤولين الذين تم ربط الاتصال بهم لإغاثة أخته رد قائلا: «الطريق مسدودة ماعندي ماندير ليكوم»، وهو الأمر الذي أجج غضب السكان بعد وفاة قريبتهم، ودفعهم للخروج في مسيرة احتجاجية على الأقدام في اتجاه عمالة إقليمخنيفرة، بعدما منعتهم الثلوج من السير صوب ميدلت. المثير في هذه الواقعة هو وجود مستشفى متنقل بجماعة «بومية»، والذي تم تشييده في إطار عملية «رعاية» التي سبق لوزارة الصحة أن أعلنت عنها، حيث تساءلت بعض الفعاليات عن سبب عدم توفير إحدى الطائرات المروحية التي اقتنتها الوزارة لنقل السيدة الحامل إلى المستشفى. ورغم محاولات السلطات المحلية إقناع السكان بوقف مسيرتهم الاحتجاجية فإن المشاركين رفضوا العودة بعدما قطعوا أكثر من 40 كلم مشيا على الأقدام في اتجاه مدينة الخنيفرة، رغم حلول الظلام والانخفاض الشديد لدرجات الحرارة. وأكدت مصادر مشاركة في المسيرة أن السلطات الإقليمية انتقلت، في حدود الساعة العاشرة ليلا، إلى النقطة التي وصلت إليها المسيرة بغية دراسة مطالب المحتجين.