لا زالت فضيحة بناء مقر جمعية نسائية بطنجة ترأسها مستشارة في وزارة الخارجية، سلوى الدمناتي، تكبر يوما بعد يوم، خصوصا في ظل الصمت المطبق الذي نهجته سلطات المدينة التي تغاضت بشكل غير مسبوق عن هذه الفضيحة. وبعدما شرعت المستشارة في بناء المقر دون ترخيص وفوق أرض مملوكة للخواص، تعمد الآن إلى إخفاء تفاصيل المشروع الواجب نشرها بمكان الورش على لوحة كبيرة كما يلزم بذلك القانون. وشرعت سلوى الدمناتي، القيادية في حزب التجمع الوطني للأحرار، ومستشارة الوزيرة المنتدبة في الخارجية، مباركة بوعيدة، قبل أشهر، في البناء فوق أرض مملوكة للخواص، الذين يحوزون على وثائق أصلية تثبت ملكيتها بشكل قانوني. وحسب مصادر «المساء»، فإن هذه المستشارة، المقربة جدا من منسق الأحرار بطنجة، محمد بوهريز، تبني مقر جمعيتها دون استيفاء الشروط والترخيصات اللازمة، مستندة فقط على ضمانة شفوية من والي طنجة محمد اليعقوبي، رغم أن الأرض متنازع عليها ولا يمكن أن يتم البناء فوقها إلا بعد فصل القضاء في النزاع. وعمدت المستشارة إلى نزع المعلومات الخاصة بالورش من اللوحة التقنية الموجودة في مدخله، وهو أمر غير قانوني، حيث اكتفت بلوحة معدنية فارغة لا تشير لا إلى رقم الترخيص ولا إلى الجهة المشرفة على هندسة المشروع أو تنفيذه ولا المبلغ المالي المرصود له ولا مدة الإنجاز، وهو ما يعتبر خرقا فاضحا لكل القوانين والتشريعات المعمول بها في هذا المجال. وتحظى المستشارة الجماعية بدعم كبير من المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، محمد بوهريز، الذي ساعدها بنفوذه الكبير في مجلس الجهة، للحصول على 200 مليون سنتيم دعما لهذا المشروع، ما يعني أن هذا المبلغ الكبير وظف في مشروع مشكوك في قانونيته. وحسب ملاك القطعة الأرضية الموجودة بمنطقة الدرادب، فإن هناك «تواطؤا بين ولاية طنجة وأعضاء من مجلس الجهة وبين المستشارة، حيث إن الطرفين الأولين يدعمانها ضد ملاك الأرض، الذين سبق أن توجهوا إلى ولاية الجهة من أجل استرجاع حقوقهم لكنهم لم يلقوا جوابا شافيا، بل قيل لهم إن أمر البناء في هذه القطعة الأرضية جاء تبعا ل»أوامر عليا»، من دون الإفصاح عن طبيعة هذه الأوامر. ويقول مالك الأرض إنه سبق أن توجه إلى الوالي اليعقوبي ليشتكي جراء «الاستيلاء على أرضه»، لكن الجواب الذي ووجه به هو «أن الأمر يتعلق بمشروع الملك، وإن عليه التوجه إلى القضاء»، قبل أن يصدم بالشروع في أعمال البناء التي بلغت الآن مراحل متقدمة، حيث يجري صبغ الجدران الخارجية للبناء بسرعة فائقة.