أخيرا سيصبح للدار البيضاء، كما هو الحال بالنسبة إلى العديد من المدن الأوروبية، حوض ترفيهي للأسماك بمميزات عالمية، فقد تم أول أمس الثلاثاء بالعاصمة الاقتصادية للمملكة تقديم مشروع بناء حوض الأسماك الترفيهي الكبير بالمنطقة الخضراء لمارينا الدارالبيضاء بحضور مجموعة من المسؤولين المحليين. وسيتم إنجاز هذا الحوض بكلفة إجمالية تصل إلى 250 مليون درهم، وهو يعد من أكبر الأحواض الترفيهية إقليميا وعالميا. وسيعتمد في بنائه على أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال، وفق المعايير الدولية لأحواض الأسماك من الجيل الرابع، ويتضمن مكونات عدة فريدة من نوعها، ونفقا عابرا للأحواض المائية، وعلى رأسها حوض كبير للدلافين سيعرف تنظيم عروض دائمة لهذه الحيوانات البحرية. وسيتم تشييد "أكواريوم" الدارالبيضاء، على مساحة تقدر ب15 ألف متر مربع، سيقتبس النموذج الإسباني من خلال استلهام تجربة حوض الأسماك الكبير بفالنسيا على مستوى التصميم، وطرق التدبير، ونموذجه الاقتصادي. وسيجمع هذا المشروع بين الترفيه والتثقيف والبحث العلمي، ضمن بيئة بحرية تمت تهيئتها لاستقبال وتقديم عدد من الخدمات الترفيهية والعلمية لفائدة فئات مستهدفة من الزوار، تشمل على الخصوص العائلات والأطفال والسياح المغاربة والأجانب والباحثين والمهنيين، إلى جانب عروض خاصة بالمقاولات والشخصيات الهامة. وللإشارة، فإن مشروع مارينا كازابلانكا يجاور مسجد الحسن الثاني، ويسعى القائمون على هذا المشروع إلى جعل الدارالبيضاء، من خلاله، مدينة من المدن السياحية على المستوى الوطني، حيث سيتم تدشين مجموعة من الوحدات الفندقية والمكاتب والمرافق التجارية والترفيهية. وسيحتوي المشروع على حدائق كبرى وشقق فاخرة ومكاتب وعدة مراكز تجارية كبرى وفنادق فاخرة عالمية. ويعد مشروع مارينا من بين المشاريع المعول عليها في العاصمة الاقتصادية في السنوات القليلة المقبلة، وسبق لمجموعة من المسؤولين المحليين أن تحدثوا في مناسبات كثيرة عن هذا المشروع، معتبرين إياه واحدا من المشاريع التي ستغير وجه المدينة على الصعيد السياحي. ومن المنتظر أن يشكل "الأكواريوم" متنفسا هاما للبيضاويين، وأن يساهم في إحداث رواج تجاري واقتصادي مهم، وفي تعزيز جاذبية وتنافسية المدينة كوجهة سياحية إقليميا وعالميا، وقطب لاستقطاب الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية. وتسعى الدارالبيضاء في غضون السنوات القليلة المقبلة إلى أن تتحول إلى قطب مالي ضخم، من أجل استقطاب استثمارات ضخمة، كما أنه سبق أن تم توقيع العديد من الاتفاقيات أمام الملك بهدف تجاوز الكثير من المشاكل البنوية التي تعرفها العاصمة الاقتصادية، ويستند مخطط تنمية جهة الدارالبيضاء، على العديد من المحاور الأساسية، من بينها المحور الذي يروم تحسين ظروف عيش الساكنة، وذلك بتعزيز مراكز ومنشآت القرب، ومواكبة القطاع غير المهيكل، وتعميم التعليم الأولي، وتأهيل البنيات الصحية، وإحداث مركز لتدبير التدخلات الاستعجالية وعمليات الإغاثة، وحماية البيئة، وتحسين ظروف السكن، وتعميم التغطية بشبكات الماء الشروب والكهرباء والتطهير السائل. ويهدف المحور الثاني إلى تعزيز الحركية على مستوى الجهة (27 مليار درهم)، من خلال تمديد خطوط الطرامواي، وتعزيز أسطول الحافلات، وتهيئة الطرق الحضرية والإقليمية والطرق السيارة، وإنجاز المنشآت الفنية والأنفاق. أما المحور الثالث، فيروم تعزيز الجاذبية الاقتصادية للجهة عبر إعادة هيكلة المناطق الصناعية الحالية، وتهيئة مناطق صناعية جديدة، وتهيئة مناطق للخدمات واللوجيستيك، وتحسين مناخ الأعمال. وسيتم تمويله في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص. وبالنسبة للمحور الرابع، فيتوخى تكريس مكانة الجهة كوجهة وطنية ودولية للتجارة والترفيه، وفضاء لاستقبال التظاهرات الكبرى. وسيتم في هذا الإطار بناء مسرح كبير، وقرية رياضية، وتأهيل مركب محمد الخامس، وفضاء "لكازابلونكيز"، وتأهيل الشريط الساحلي وغابة "مرشيش" وحديقة الحيوانات عين السبع.