خرج المئات من المواطنين للاحتجاج أول أمس السبت بجماعة عين حرودة، بسبب إقدام شركة التزويد بالماء والكهرباء «ليديك»، على قطع التيار الكهربائي على سكان دوار «بيكي 1» و»بيكي 2»، بسبب تراكم الفواتير، وتجمع المحتجون وغالبيتهم نساء وأطفال، رافعين شعارات رافضة لقرار «ليديك» بتغيير العدادات الحالية بأخرى جديدة، مع إلزام السكان بأداء الفواتير المتراكمة على مدى 3 سنوات، حيث كانت الشركة قد توقفت عن استخلاص فواتير الماء والكهرباء منذ 2011، مع بداية احتجاجات حركة 20 فبراير، وهو القرار الذي شمل حينها عددا من الدواوير والأحياء الصفيحية بكل من جماعتي عين حرودة والشلالات، لتعود الشركة بداية من الصيف الماضي، إلى مطالبة السكان بدفع الفواتير المتراكمة، والتي قدرت بالملايير حسب تصريحات السكان المحتجين. المحتجون الذين رفعوا شعارات من قبيل «علاش علاش احتجينا الما والضو لي بغينا»، اتهموا السلطات المحلية والمسؤولين المنتخبين بعدم الوفاء بوعود كانوا قد قطعوها بإيجاد حل عاجل لمشكلة الفواتير، غير أن الوضع بقي على حاله، في وقت رفضت فيه شركة «ليديك» التراجع عن قرارها بقطع تزويد المئات من المنازل بالدوارين المذكورين بالكهرباء، وقال المحتجون إن المسؤولين أخبروهم قبل أزيد من 3 سنوات، بأنهم معفيون من أداء مستحقات الماء والكهرباء، إبان بداية موجة الاحتجاجات في إطار ما عرف «بالربيع العربي»، لكن مع نهاية «الربيع» عادت «ليديك» وفرضت على السكان تغيير العدادات القديمة بأخرى حديثة، مقابل دفعهم الفواتير المتراكمة، وأضاف المحتجون، أن المبالغ المتراكمة خيالية ولا يمكنهم دفعها، مطالبين الشركة والمسؤولين بعمالة المحمدية، بفتح حوار عاجل معهم، لإيجاد حل تعيد معه الشركة وصل الدوارين بشبكة الكهرباء، رافضين في الوقت ذاته دفع الفواتير المتراكمة. احتجاجات السكان استمرت طيلة يوم السبت الماضي، حيث بدأ المواطنون في التجمع وسط الطريق المحاذي للدوارين ابتداء من الثامنة والنصف صباحا، ولم يغادروا مكان احتجاجهم إلا مع حلول الظلام في حوالي السابعة من مساء اليوم ذاته، واشتكى المحتجون من تضررهم البالغ نتيجة قطع الكهرباء، وقالت شابة من المحتجين إنها تتلقى علاجا مكلفا نتيجة إصابتها بالقصور الكلوي، وأنها تخزن أدويتها في ثلاجة، وأن انقطاع الكهرباء تسبب في ضياع أدويتها التي تكلفها غاليا، وأصيبت بمضاعفات نتيجة توقف حصص علاجها بعد ضياع الأدوية، فيما قالت سيدة أخرى إنها لا تملك مصروف يوم واحد، ولا يمكنها دفع الفواتير الخيالية التي تراكمت عليها نتيجة توقف ليديك عن تحصيلها، محملة المسؤولية للشركة والمسؤولين في عدم استخلاص الفواتير، من جانبه كشف فاعل جمعوي بعين حرودة، أن مسؤولين أخبروهم قبل 3 سنوات، أنهم معفيون من دفع فواتير الكهرباء لأن حالتهم المادية ضعيفة، مضيفا أن القرار كان الهدف منه تجنب احتجاجات سكان الدواوير إبان الحراك المغربي الذي قادته حركة 20 فبراير، ومع أفول الاحتجاجات عادت الشركة إلى إحياء هذه الفواتير وإلزام السكان بدفع ما تراكم من مبالغ لا يستطيعون دفعها. عماد شقيري