الحادثة التي عرفتها منطقة المعاريف، قبل أيام، والمتعلقة بإلقاء القبض على مختل عقليا أحدث حالة من الهلع في صفوف المواطنين، تعيد من جديد ملف المختلين عقليا في الدارالبيضاء، والذين يتجولون بكل حرية ويتسببون في أحيان كثيرة في أحداث يعاني تبعاتها بعض المواطنين. ويؤكد العديد من سكان العاصمة الاقتصادية أن المختلين عقليا في المدينة يعدون بمثابة قنابل موقوتة، إذ لا يتكهن أحد بسلوك المختل عقليا، وقال مصدر "إن بعضهم يقوم بتكسير زجاج السيارات واعتراض المارة في منظر يثير الكثير من الهلع، خاصة بالنسبة إلى السيدات. إحدى السيدات التي تعتبر معيلة لأحد المختلين عقليا تؤكد أنا "دخت" للبحث عن مكان له في مؤسسة اجتماعية أو مستشفى، وقالت: "لقد غادر حاليا المنزل دون أن نعرف وجهته، فبعدما عانينا لسنوات طويلة للبحث له عن مأوى ولم نفلح غادر المنزل إلى وجهة مجهولة"، ولحد الساعة تجهل هذه السيدة مصير قريبها، مؤكدة أنها ليست المرة الأولى التي يغادر فيها المنزل، مضيفة: "في آخر مرة غادر فيها المنزل عثر عليه أحد الجيران في المعاريف، وبعد مكوث فترة قليلة في المنزل غادره من جديد. وتؤكد هذه السيدة وغيرها من العائلات التي تحتضن مختلين عقليا أن السلطات العمومية مدعوة لجعل هذا الملف من بين أولوياتها، لأنه لا يعقل في مدينة بحجم الدارالبيضاء أن يتجول مختلون عقليا في الليل والنهار بكل حرية دون أن تكون هناك مآوي كثيرة من أجل الاهتمام بأوضاعهم الصحية، ويؤكد مصدر طبي أن هناك خصاصا كبيرا في عدد الأسرة المخصصة للمختلين عقليا، الذين يتزايد عددهم بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي تعيشها بعض الأسر. وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها فتح ملف المختلين عقليا في الدارالبيضاء ففي مناسبات كثيرة تم التأكيد على ضرورة فتح هذا الملف بكل جدية، إلا أن ذلك لا يجسد على أرض الواقع، حيث ظل هذا الملف مفتوحا دون أن يتم طيه بصفة نهائية لتنضاف إلى هذه الظاهرة أفواج الكثير من المتسكعين و"الشمكارة" الذين ينتشرون كالنار في الهشيم في العديد من الشوارع الرئيسة بالدارالبيضاء، حيث أصبح منظر هؤلاء المتشردين يثير تذمر الكثير من المواطنين ويتسبب في مخاوف كثيرة بالنسبة إلى العديد من هؤلاء المواطنين الذين يتوجسون من أي سلوك صادر من هذه الفئة التي تتصرف دون حسيب ولا رقيب. وبالعودة إلى قضية المختل عقليا في المعاريف والذي تسبب في حالة من الفوضى في المنطقة، فقد توصلت قاعة المواصلات الولائية بمكالمة على الخط 19 تفيد بأن شخصا كان بزنقة السوق بحي المعاريف في حالة هستيرية يقوم بالرشق بالحجارة بالزنقة المذكورة، حيث تعرضت سيارة من نوع "سيتروين" وكذا واجهة متجر لخسائر مادية فادحة، وعلى الفور انتقلت دورية للدراجين إلى مكان الحادث، وبمجرد وصولها حاولت السيطرة على المعني بالأمر وثنيه عن الرشق بالحجارة إلا أن الدورية الأمنية تعرضت بدورها إلى الرشق، حيث أصيب أحدهم بجروح على مستوى الرأس والصدر، ورغم التحذيرات التي وجهت إليه من طرف العناصر الأمنية لم يكف عن فعله مما اضطر أحد عناصر الدورية إلى إطلاق رصاصة تحذيرية في الهواء، واتضح بعد ذلك أن المعني مختل عقليا فتم إشعار النيابة العامة بالحادث وتم نقل الموقوف إلى الجناح 36 بمستشفى ابن رشد.