شاهد مواطنون، كانوا بشارع »المسيرة« بالقنيطرة، زوال أول أمس رجل أمن بزي مدني يعتدي على سائق دراجة هوائية بالضرب المبرح. وفجر مشهد الشرطي »م ق«، التابع لولاية أمن القنيطرة برتبة مفتش شرطة ممتاز، وهو يضرب شابا، لا يتجاوز عمره 26 سنة، موجة من الغضب الشديد بين المواطنين. وكشف شهود عيان، في تصريحات متطابقة، أن رجل الأمن ترجل من سيارته، ولاحق سائق الدراجة ثم طرحه أرضا، بعدما انهال عليه باللكمات، فيما كان الضحية يحاول الإفلات من قبضته دون جدوى. وحسب المصادر نفسها، فإن مشادة كلامية، اندلعت بين الطرفين، قبل أن تتطور الأمور، بشكل متسارع، إلى هجوم مباغت لمفتش الشرطة على الشاب »م م«، حيث وجه إليه لكمات متوالية، وقام بركله، قبل أن يعمد إلى تكسير هاتفه النقال أمام الملأ. وتجمهر العشرات من المواطنين حول الضحية، الذي ظل ساقطا على الأرض، بسبب الآلام الشديدة التي كان يشعر بها في أنحاء من جسمه، خاصة في الرأس، وهو ما دفع الحضور إلى التعبير عن تضامنهم مع الضحية، والاحتجاج بقوة على الشرطي، مستنكرين جبروته وتسلطه على شاب لا حول له ولا قوة. وعاينت »المساء« حضور عدد من سيارات الشرطة إلى مكان الحادث، وسمح أحد المسؤولين الأمنيين لمفتش الشرطة بمغادرة مسرح الأحداث، مخافة تطور تلك الاحتجاجات إلى ما لا تحمد عقباه، في حين نُقل سائق الدراجة الهوائية على متن سيارة إسعاف إلى قسم المستعجلات التابع للمركب الجهوي الاستشفائي، حيث خضع للفحوصات والعلاجات الطبية الضرورية. وعلمت الجريدة أن الشرطي المعتدي قاد عدة مساع لاحتواء هذا الحادث، بعدما سارع إلى طلب الصفح من أسرة الشاب الضحية، ملتمسا منها إبرام صلح في الموضوع، في الوقت الذي توصل فيه كل من عبد الله محسون، والي أمن القنيطرة، وزينب العدوي، والي الجهة، بتقرير مفصل حول هذا الحادث الذي أثار حفيظة المواطنين.