فقد حميد شباط، عمدة فاس، الأمين العام لحزب الاستقلال، السيطرة على أعصابه، وهو يتحدث أمام حشد جماهيري كبير من أتباعه مساء أول أمس الخميس، في المركب الثقافي الحرية بوسط مدينة فاس، حيث نعت أعضاء حكومة بنكيران ب«العصابة الإرهابية الصغيرة» التي تحاول أن تمارس، حسب تعبيره، الإرهاب الفكري والكلامي واللفظي في حق الشعب والمعارضة، وترهب الدولة، في إشارة إلى تهديدات سابقة لبنكيران بالنزول مجددا إلى الشارع. وأضاف بأن الشعب المغربي هو الذي يضمن الاستقرار. ودعا أنصاره إلى محاربة من أسماهم «الداعشيين» في مدينة فاس، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، لأنهم، حسب تعبيره، سيخربون المدينة بعدما خربوا المغرب، ولأنهم لا يعرفون التدبير، ولا يجيدون سوى النفاق والكذب والفتنة، قبل أن يصف أعضاءه ب«الفئران»، مطالبا أعضاء حزب الاستقلال بالتعبئة من أجل منعهم من الوصول إلى البيوت في العاصمة العلمية، في إشارة إلى أن حزب الاستقلال يستشعر قوة حزب العدالة والتنمية في مدينة فاس، ويتخوف من زحف أنصار بنكيران لأول مرة، في تاريخ المدينة، بعدما كان كل من حزب الاستقلال (5 ولايات) وحزب الاتحاد الاشتراكي (ولايتان) هما اللذان يتناوبان على تدبير شؤون العاصمة العلمية. كما دعا أنصاره إلى التطوع استعدادا للمشاركة في حملة انتخابية مرتقبة في دائرة مولاي يعقوب، التي تعاد فيها الانتخابات للمرة الخامسة، بعدما أطاح قرار للمجلس الدستوري بمرشح حزب الاستقلال حسن الشهبي، الملقب ببوسنة، بتهمة استغلال رموز وطنية في الدعاية الانتخابية. ووصف شباط المحامي، الذي رفع دعوى قضائية ضده بسبب قضية لوحة الفنان التشكيلي بيرتوشي، التي اختفت بمقر حزب الاستقلال بتطوان قبل أن تظهر في ملابسات غامضة في مقر حزب الاستقلال في العاصمة الرباط، ب«المعتوه»، وقال إن رئيس الجمعية التي تقف وراء تحريك الملف له سوابق قضائية في ملفات تتعلق بالسرقة الموصوفة، مستغربا ملابسات حصوله على ترخيص لترؤس جمعية تعنى بمحاربة الفساد. ولم يسلم عدد من الصحفيين من طلقات شباط، حيث نعتهم ب«المأجورين»، في خدمة أجندة حزب العدالة والتنمية. وقال إن لحزب «البيجيدي» مواقع إلكترونية وصحفا، وأن هذه الأخيرة تشن حربا على الأمين العام لحزب الاستقلال، في إشارة إلى مقالات كتبت في الآونة الأخيرة عن «غضبة ملكية على المسؤولين» بمدينة فاس، إبان الزيارة الملكية الأخيرة للعاصمة العلمية. وتحدث شباط عن وجود تنسيق بين المنتخبين والسلطات المحلية لحل مشاكل المدينة، مضيفا أن ما ينقص هو المشاريع الكبرى للحكومة، التي اتهمها بتجميد جميع البرامج التي سطرتها الحكومات السابقة، وهو التجميد الذي مس أيضا مدن العيون ووجدة، وهي مناطق يسيرها استقلاليون.