التئم بمراكش منتصف الأسبوع المنصرم، كبار الفاعلين في مجال صناعة الأسمدة ينحدرون من العديد من البلدان، وذلك في إطار المنتدى الاستراتيجي الأول للجمعية العالمية لصناعة الأسمدة التي اختارت المدينة الحمراء لاحتضان هذه التظاهرة. وضم هذا الحدث كبار الفاعلين الدوليين في صناعة الأسمدة والأنشطة التجارية ذات الصلة بالفلاحة من خلال حضور أبرز المسيرين بهذه المؤسسات ومشاركة 158 شخص يمثلون 40 بلدا. وتضمن جدول أعمال هذا اللقاء العديد من المحاور همت، الأمن الغذائي وولوج الفلاحين الصغار للأسمدة والتنمية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية. كما انصبت النقاشات حول آفاق تطوير قطاع الأسمدة وكذا الرهانات المستقبلية المرتبطة بالأمن الغذائي وافتقار التربة للمخصبات، وآليات ولوج الفلاحيين للأسمدة. وخلال هذا المنتدى ، قدم المكتب الشريف للفوسفاط مخططه للتنمية الموجه للاستجابة للطلب العالمي المتزايد، وعلى مستوى القارة الإفريقية بشكل خاص. ويوجد تطوير الفلاحة الإفريقية ضمن أولويات المخطط التنموي للمكتب الشريف للفوسفاط ، لتعزز بذلك المجموعة نموذجها الريادي على المستوى العالمي والإقليمي. وأعلن المسؤولون عن المكتب، بهذه المناسبة، عن قرب تشغيل، في أفق 2016، أربع وحدات إضافية لإنتاج أربعة ملايين طن من الأسمدة الفوسفاطية. ولا يرتكز التموقع الجهوي للمجمع الشريف للفوسفاط على طلب السوق فقط، ولكن أيضا على إرادة تثمين مؤهلات نمو القارة الإفريقية، بهدف مرافقة النمو المستدام للأنشطة الزراعية داخل القارة، حيث تعيش 70 في المائة من ساكنتها على الفلاحة، ويساهم غناها بالموارد الطبيعية (80 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة غير مستغلة) ليخفف من وضعية استغلال عالمية تتسم بتراجع الأراضي المخصصة للزراعة. يشار إلى أن الجمعية العالمية لصناعة الأسمدة أحدثت سنة 1927، وتضم 525 صناعيا ومهنيا بقطاع الأسمدة، ينتمون لحوالي 85 بلدا، ويمثلون إنتاجا عالميا يقارب 170 مليون طن. وتتجلى المهمة الرئيسية لهذه المنظمة في تطوير وتعميم استعمال الأسمدة من أجل ضمان تنمية زراعة مستدامة يستفيد منها الفلاحون الصغار والاستغلاليات الكبرى على حد سواء.