مازال المريض الذي أجريت له أول عملية جراحية لزرع الكبد، قام بها فريق طبي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء، يرقد في غرفة خاصة بقسم الإنعاش بالمستشفى ذاته تحت رعاية طبية. وكان المريض نفسه قريبا من الموت لولا تدخل أسرة المتبرع الميت دماغيا. «المساء» زارت المريض وعاينت حالته الصحية المستقرة، كما تحدثت إلى الطاقم الطبي الذي قام بهذه العملية بعد تمارين خاضها الأطباء في مستشفيات فرنسا، بحيث أوضح القادري بوشعيب، طبيب جراح بالمستشفى الجامعي ابن رشد أن المريض كان يعاني من تشمع في الكبد في مراحله الأخيرة القاتلة التي تستدعي زرع الكبد لإنقاذه، وأن العملية استغرقت 4 ساعات بعدما تم استئصال الكبد المريض وتعويضه بالكبد السليم. في السياق ذاته، أكد فريد شهاب، أستاذ الجراحة بكلية الطب والصيدلة وعميد كلية الطب أن عملية زرع الكبد التي تم إجراؤها تطلبت توفر مجموعة من الشروط، أهمها أن المتبرع كان ميتا دماغيا وقلبه مازال ينبض، وأيضا خلوه من الأمراض المنقولة عن طريق الدم والأمراض التعفنية، ولم يكن مصابا بالسرطان، فضلا عن مطابقة فصيلة دمه لدم المستفيد، هذه الشروط، يضيف فريد شهاب، توفرت في المتبرع، الذي وافقت عائلته على استئصال أعضائه، بحيث أن عملية الاستئصال مكنت، أيضا، من نقل كليتين وزرع قرنيتين بمستشفى بالدارالبيضاء والرباط. وبعد نجاح الفريق الطبي في عملية زرع الكبد بهذا المستشفى، يضيف فريد، فتح باب الأمل في وجه المرضى، خاصة وأن 20 مريضا مسجلين بالمستشفى، يؤكد، ينتظرون إنقاذهم من الموت بسبب حالتهم الصحية والمادية المتدهورة، مشيرا إلى أن عدد المرضى الذين لا يزورون المستشفى أكبر بكثير. وأوضح عميد كلية الطب أن المستفيد أجريت له العملية التي تبلغ تكاليفها 300 مليون سنتيم بالمجان، مضيفا أن ما يحدد أولوية الاستفادة هو الحالة الصحية التي يجب أن تكون في مراحلها الأخيرة ولا علاج لها إلا زرع الكبد. يشار إلى أن زرع الأعضاء في المغرب تقوم به أربعة مراكز استشفائية على الصعيد الوطني في كل من الدارالبيضاء والرباط ومراكش وفاس وفق قوانين وإجراءات أهمها موافقة المتبرع وعائلته.